العاصمة

مدرسة الحج من افضل المدارس التشريعية  اسلام محمد

0

ان المتأمل في التشريعات الإسلامية يجد أنها ربطت بمكارم الإخفاق فما من عبادة شرعها الإسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج يجد في أثر يطهر على سلوك الفرد بل إن هذا الأمر ليمتد ليس إلى الفرد فقد بل إلى المجتمع فإنما شرعت العبادات في جميع الأديان لترنقي بسلوك الإنسان ونسموا بأخلاقه فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر يقول الله تعالى
تْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
فالصلاة ان لم تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر فلا أثر لها وقد تكون وبالا على صاحبها لأن صلاته وسوء أخلاقه تكون عامل صدا عن الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم
(من لن تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلم يزدد من الله إلا بعدا )،
وكذلك سائر العبادات تسمو بتزكية النفس والارتقاء بها إلى مكارم الأخلاق والزكاة تطهر نفس الغني من البخل وااشح وكذلك الفقير من الحقد والحسد والبغض يقول الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
والصيام يربي الصائم على تهذيب الأخلاق والسلوك فمن خلال الصيام يستطيع الإنسان أن يضبط أخلاقة وغرائزة فرب صائم ليس له من صيانة إلا الجوع والعطش فالصوم الحقيقي فلا بد ان يترك أثر في سلوك المسلم وهذا ما اكد النبي علية افضل الصلاة والسلام : الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ ..

وام الحج فهو مدرسة شاملة لتعليم مكارم الأخلاق ما أفضلها مدرسة فهي تعلم الفضائل وتهذب السلوك فهي مدرسة ينتسب إليها كل المسلمين في جميع البقاع ليترب فيها على تقوى الله والطهارة والعفاف والتحكم في غرائز الإنسان كما يترب المسلم على الدقة في الأقوال والأعمال فالحاج من خلال حجه يطبق نا رباه عليه الإسلام من القيم والأخلاق منها الحلم والصبر والعمل والبذل والكرم والتضحية والئثار والبر والرحمة ومساعدة الضعفاء والفقراء والمساكين ونشر الاسلام والتواضع وغير ذلك من الأخلاق الإسلامية التي تفرسها فريضة الحج في نفوس المسلمين فمن اجل ذلك ربط القرآن الكريم بين أداء الحج واستقامة السلوك قال الله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}
وعن أبي هريرة قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
فالحج كله سلام لا خصام فيه ولا جدال ولا رفث ولا قتل قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ
ولا تقتصر المسالمة على الإنسان والحيوان فقد بل امتدت إلى النبات قال النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي , وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ؛ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ , وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ , وَلا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ

فعلى المسلم ام يسلم المسلمون من لسانه ويده فلا يؤذيهم فعلى الحاج ان يتجنب الغيبة والنميمة والرفث والفسوق والعصيان وكل ما من شأنه أن ينال من حجه ويحرص على استغلال هذه الفرصة التي ربما لا تاتية مرة آخره يقول النبي صلى الله عليه وسلم فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)
فليتحل جميع المسلمون سواء كانوا حجاج بمكارم الأخلاق قبل الحج وأثناء الحج وبعد الحج وليدرك الجميع ان الحج والعمل مرهون بمدى تحلية بمكارم الأخلاق

والمتآمل في العبادات يجد الغاية المنشودة منها تقوية الصلة بين العبد وربه وتزكية النفس وتهذيب السلوك فإذا لم تؤثر العبادة في الإنسان فلا قيمة لها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتدرون ما المفلس؟” قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:” إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”. وقال رجلٌ يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ فذَكَرَ من كثرةِ صلاتِها وصدقتِها وصيامِها غيرَ أنَّهاتُؤْذِي جيرانَها بلسانِها قال هيَ في النارِ قال يا رسولَ اللهِ فإنَّ فلانَةَ فذَكَرَ من قلَّةِ صيامِها وصلاتِها وأنَّها تصَّدَّقُ بالأثْوارِ من الأقِطِ ولاتُؤْذِي بلسانِها جيرانَها قال هي في الجنةِ

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار
سفير الصين بالقاهرة يكرم "العسومي" ويقدم له الشكر على دوره في تعزيز العلاقات العربية الصينية النائب الثاني لرئيس الوزراء الصومالي يقوم بزيارة سفارة مقديشيو بالقاهرة حلقة نقاشية لاعلام الداخلة تؤكد على دور الاعلام في التوعية بآليات التكيف مع تحديات التغيرات المناخية جمعية الصداقة المصرية الصينية تشارك فى المؤتمر الدولى للصداقة مع الصين "بي آر ويك" ترشح إبراهيم المطوع ضمن قادة صناعة العلاقات العامة الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط "نادي الصقور السعودي" يجري شراكة إستراتيجية مع نيوم للحفاظ على السلالات المهددة بالانقراض "نيوم" تؤكد تدشين فعاليات لقاء هدد السنوي 2024 إعلام المنصورة يؤكد علي أن الأمن الفكري أهم متطلبات مبادرة بداية لبناء الإنسان اليزيدي : السعودية تعتبر من النماذج الحية في العمل على حماية البيئة وتعزيز الحوار بين العلماء اعلام السويس يستعرض الاستراتيجية الوطنيه لتغير المناخ ٢٠٥٠ ضمن حملة التغيرات المناخية