ماكرون لا يفهم المهمة التي أوكلها للمؤرخ ستورا
مقالة لزهر دخان
كشف حقائق تاريخية وليس كتابة التاريخ
ستبدأ فرنسا بنفسها فكرة كتابة تاريخ بقلم عادل . يسلط الضوء على جرائمها في الجزائر .وربما في دول أخرى بخلاف الجزائر ،التي سبق لها وإعتبرتها مقاطعة فرنسية . كما كانت إيطاليا تعتبر ليبيا الشاطيء الرابع لروما .
السلطات الفرنسية وبأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون. أعطت الضوء الأخضرللمؤرخ بنجامان ستورا . وكلفته بكتابة تاريخ الحقبة الإستعمارية الفرنسية في الجزائر . أو كما وضع بين قوسين (ذاكرة الإستعمار وحرب الجزائر)
ولم يكلف ستورا بمهمة طويلة الأمد أو مهمة تنجز في ما يلزمها من وقت. لتحاط بالرعاية وتطالها الرقابة وتستفيد من البحث والتنقيب .وتستنتج الكم الهائل والفعلي لما إقترفته فرنسا من مكروتخريب داخل الجزائر . ولما لا ترى فرنسا ومؤرخها ستورا أنه يوجد الكثير من الكتب ،التي أرخت لما حدث وإنتهى الأمر . ولهذا لا بد لقصر إيمانويل ماكرون من الإنتباه إلى أن أحلامه الشبابية ،ليست من ضمن الوصايا التي يعيش بها الجزائريون . وعليه أيضا الإنتباه إلى أنهم غاضبون لمجرد سماعه وقرائتهم لخبر مؤرخه . الذي سيكتب التاريخ بعد إنتهاء المعارك الأصلية وبشهادة فرنسية. وفي زمن أقصاه نصف عام أو أقل.وهو وقت لا يكفي ليتيح إجراء عرض عادل ودقيق . لما سماه بيان الإليزيه (التقدم المحرز في فرنسا في ما يتعلق بذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، وكذلك للنظرة إلى هذه الرهانات على جانبَي البحر الأبيض المتوسط”.)
ولم يكلف ستورا إلا من أجل لعب دور ما غير عادل للمؤرخ الخطأ في المكان الصحيح . ويقول موكله الذي سيدافع عنه (“من المهم أن يُعرف تاريخ حرب الجزائر وينظر إليه بشكل واضح. الأمر يتعلق براحة وصفاء الذين أضرت بهم” ) وكلام القوسين لإمانويل ، أو لنقل هو صياغة حرفية لرسالة رئيس فرنسا . الذي لا يعرف كيف يبدأ السيادة في بلاده بالسياسة .بعدما أجهر له الشعب بالعداء وطالبه بالرحيل أو الموت على لسان السترات الصفراء. ولولا غضب كورونا لما تمكن من الفرار الماكروني .الذي سيصل به إلى الجزائر حيث سيبدأ شراكة القمع مع أجداده ، بدليل أنه قرر كتابة تاريخ مكتوب سابقا.
لا يطالب الكثير من الجزائريين والفرنسيين بالتاريخ . فهم يعرفونه وهو يُعْرَفُ مُخـْتـَسَرًا . ويُحدد بناء على إختساراته الرابح والخاسر –الظالم والعادل- صاحب الحق والمغتصب- الوطن والمقاطة- إلخ من الحقيقة التي لا يحتاج لآدلة كي يراها إلا الأعمى . ولنا أن نسأل لآي العميان إبتكر ماكرون النظارة ستورا.
ويطالب فرنسيون وجزائريون بمعرفة حقائق تاريخية. وليس رواية تاريخية شاهدة على العصر. وهذه الحقائق المفقودة سيستخدمها أشخاص لمصالحهم الخاصة . فمنهم من سينال تعويضات من بعض القضايا. ومنهم من سينتقم من أسر مجرمي فرنسا ، وسيكرم أبطال الجزائر .وربما العكس لدى العقلية الإستعمارية الفرنسية . وبالتالي لا علينا فنحن لا نرى لدى ستورا وموكله إلا فكرة بالية أصلا ..
الفكرة بالية كثيراً ، لآن العلاقات بين الجزائر وفرنسا نظيفة منذ زمن . وللجزائر على فرنسا حق الإعتراف بالجريمة وفقط . أما الإعتدال والأمن السياسي والدبلوماسي والشراكة فيهما بندية . وكذلك في باقي المجالات . فهو ما وفرته فرنسا للجزائر سابقا …فهل يدعي ماكرون أنه أغدق ويكتب مؤرخه هذا !؟
قد يكون ماكرون خجل من نفسه فعلاً .. ولهذا أراد أن يلمح إلى أنه خجل من أنفسهم، فهم وكما قال الإستعمار الذي عرقل التنمية بعلاقات سليمة في المتوسط . وورد مثل هاذ في رسالته. التي كلف بها ستورا للترافع عنه (أتمنى أن أشارك في إرادة جديدة لمصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري .لأن موضوع الإستعمار وحرب الجزائر عرقلا لفترة طويلة بناء مصير مشترك في البحر المتوسط بين بلدينا) وهل سينجح المؤرخ في كتابة إسم ماكرون جوار إسم تبون . وينهي بقلمه غصب أقلام الألاف من مؤرخي العالم الراحلون والأحياء الجاهزين للغضب مجدداً .
ولآن المشروع شراكة جزائرية فرنسية قد يبدو عليه الصفاء والبراءة . ولكن هل سيقتنع الشعب الفرنسي بإنعدام الغش في محاولة إخفاء الحقيقة عنه بكتابة التاريخ . هذا طبعا لآنه يعرف كل شيء ، والمؤرخ سوف ينسى كتابة كل شيء .
الجزائر من جانبها عينت عبد المجيد شيخي، مؤرخ سيكتب دفاعا عن الجزائر . بتكليف من رئيسها عبد المجيد تبون . وهنا يبقى السؤال مطروحا ، وهل لا يعرف شعب الجزائر الطريق إلى الأقلام والورق والكمرات والوسائط ليبدأ بثه غير المنتهي لرواية “جرائم فرنسا في الجزائروما جاورها”
ويبقى على القاريء أن يفهم أن ماكرون سعى لرمي كرة المؤرخين مرة أخرى في مرمى جزائري من الجانبين . لآن ستورا المولود عام 1950 في قسنطينة الجزائرية . يعتبر جزائري هو أيضاً . وأيضا لآنه أحد أشهر خبراء بتاريخ الجزائر. ومختص في حرب التحرير الجزائرية – 1954 إلى 1962- ونتج عنها بقرار مليون ونصف مليون شهيد وشهيدة *قرارإستقلال الجزائر*