……..
……
الآن وبعدَ كلَ هذه السنين
يأتيني ليسألُني ماذا تشتهين؟
ماذا أشتهي؟
ماذا اشتهي؟
سؤالٌ حيرَني منذُ سنين
لكني رغمَ عنائي فاضَ الحنين
قلتُ له:
أشتهي أن أكونَ وطناً بِلا أوجاع
أشتهي أن أكونَ موسيقى تُحيي الأسماع
ثم فكرتُ قليلاً لِأَتذكر
ولأُمعِنَ في أمري أكثر
وقلتُ :
أشتهي أن لا أكونَ طيفاً لا يُذكر
أو سحابةُ صيفٍ لا تُمطِر
أشتهي لنفسي في الحياةِ وجود
وأن يكونَ لها حُدود لكن بِلا قُيود
إن تُهتُ في دُروبِها
تُلزِمُني للعودةِ الحُدود
لكني أشتهي ذلك
رغمَ أني على يقينٍ بأني للحياةِ حتماً أُفارق
كنتُ أشتهي وأشتهي
لا حباً في الحياة لكني
كنتُ أتشبثُ بأملٍ قبلَ الممات
لم أسعى يوماً أن أكونَ عبداِ للحياة
طامعاً فيها مُستمسِكاً فيها للممات
لكن قلبي رقَ لأملٍ ولو ضعيفٍ قبلَ السُكات
قلتُ اتحدثُ به لأُحييه
حتى لو أني على يقينٍ بأن
مافات فقد فات
وما مضى من سنينِ عُمري
لن يعودَ ولو لِلَحظات
فاترُكني لنفسي أُحَدِثُها
عَلَها تأملُ في حياةٌ افضلَ
قبلَ …..الممات
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.