العاصمة

كورونا … بين الأديب و البيولوجي ،

0

                       بقلم / منير راجي

ما لفت انتباهي هذه الأيام أن ثمة بعض الأقلام الأدبية تناولت موضوع كورونا بطريقة شعبوية لا تكاد تفرق بينها و بين أفكار عامة الناس ..

في الوقت الذي كنت أتمنى أن أجد إبداعا متميزا لهذا الفيروس الذي سيطر على بقاع الكرة الأرضية بأسرها..

لا أعمم طبعا لأني متأكد ان هناك روائيين يعملون على هذا الموضوع من الجانب الفني و الادبي و الفكري .. لكن مقابل ذلك لا نجد أثرا لكتاب و أدباء غير عنوان ( كورونا ) و خربشات لا تتعدى فوهة الأذن و أغلبها أفكار مقتبسة من ما قيل وقت انتشار الطاعون و الكوليرا و الإيبولا و افلونزا الخنازير و الطيور .. حتى أصبح كل واحد يعنون مقاله ( الحب في زمن كورونا ) …

هل عجزت النخب الأدبية المبدعة في وطننا العربي من الإبداع ؟ أم هو جهلهم للمرض و عدم فهمه بيولوجيا .. أم قصور فكري و خيالي لديهم ..

ما أستغربت له حقا هو حين أجد بعض الكتاب يتكلمون عنه من الجانب الطبي و هذه كارثة كبرى و وقوعهم في مغالطة السواد الأعظم من الشعب .. حيث راح كل واحد يدلو بدلوه .. تارة مستعينا بالدين و تارة مستعينا بالشعودة الطبية ..

فدور المثقف في مثل هذه الأوضاع عليه ان يكون مبدعا توعويا مستعملا تصورا لما يحدث و لما يمكن أن يحدث اجتماعيا و ليس بيولوجيا… و أن يبتعد عن السطحيات و العموميات …

أعتقد أن هذا الفيروس مصدر إبداع لمن يملك فعلا أدوات الإبداع .. و هنا يظهر مدى قدرة المبدع و الأديب على طرح أفكار قد تفتح آفاقا جديدة تعطي الراحة النفسية للمتلقي و توحي بحلول للازمة من الجانب الإنساني و الإجتماعي …

و ان لا تبقى كتاباتهم محصورة في ( ابقى في البيت ) و كأنهم مرشدون صحيون…

ما أردت قوله من مقالي المتواضع أن يلعب الكاتب و الأديب دوره في إيجاد حلول اجتماعية و إعطاء نظرة مستقبلية لمصير هذا الفيروس و مدى تأثيره على المجتمع عاطفيا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ..

اما وقائيا و علاجيا فأعتقد ان هذا الأمر يخص علماء البيولوجيا و علماء الطب و الكيمياء..

فلكل مجال رجالاته و الإفتاء في مثل هذه المواضيع انتحار …

بقلم / منير راجي / وهران/ الجزائر

اترك رد

آخر الأخبار