كلثوميات خالدة لأخر الزمان 5
قلم عادل شلبى
عندما يتقابل الأصل مع الفرع نعم عندما تتقابل الثقافتين المختلفتين فى معتقد واحد يدعو الى فكر واحد فى التعامل مع الأخريين نعم عندما يجتمع المعتقد مع الثقافات المختلفة باختلاف البشر فكرا ومعتقدا ولغة عندما تقابل لغتنا العربية الغنية بالمترادفات والجذور التى لا نهاية لها فى توليد الألفاظ حسب الاحتياج لها لاصال المعانى المختلفة الى البشر وقصيدتنا اليوم هى القصيدة التى أجتمع فيها شاعرين هم من أعظم شعراء العرب والفرس نعم قصيدتنا الليلة تسمى ربعيات الخيام ذلك الشاعر الفارسى عمر الخيام الذى علا نجمه فى فنون الشعر والأدب الفارسى وكانت القصيدة باللغة الفارسية وترجمها شاعرنا الجميل البديع والتى غنت له السيدة ام كلثوم العديد والعديد من أشعاره وقصائدة الرائعة الجميلة التى مازالت خالدة بيننا جميا حتى الأن ولنهاية الزمان نعم ربعيات الخيام ألفها عمر الخيام من قديم الزمان وترجمها لنا من الفارسية الى اللغة العربية الشاعر الكبير أحمد رامى عليه رحمة الله وفى هذه القصيدة التى ترجمها عدة أبيات يجب أن نقف عندها كى نفهم مراميها ومعانيها ومقاصدها التى ترمى اليها القصدة وتقصد من ورائه ايصال معنى جميل فى هذه الحياة يقول الشاعر فى بداية القصيدة التى جزءها شاعرنا أحمد رامى الى أربعة أجزاء فى ترجته الفنية الفريدة والتى تصرف فيها تصرف فنى شعرى معتمدا على لغتنا الغنية بالمترادفات والمعانى فأخرجها لنا فى لوحة فنية أشد جمال وأبداع من مؤلفها ومبدعها عمر الخيام فى أول جزء يقول شاعرنا المترجم عن شاعرنا الفارسى عمر الخيام سمعت صوتا هاتفا فى السحر نادى من الغيب غفاة البشر هبوا املؤوا كأس المنى قبل أن تملىء كأس العمر كف القدر لا تشغل البال بماضى الزمان ولا بأتى العيش قبل الأوان وأغنم من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليالى الأمان غد بظهر الغيب واليوم لىلا وكم يخيب الظن بالمقبل ولست بالغافل حتى أرى جمال الدنيا يا ولا ابتلى القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال يارب هل يرضيك هذا الظما والماء ينساب بماء زلال أولى بهذا القلب أن يخفق وفى ضرام الحب أن يحرق ما أضيع اليوم الذى مر بى من غير أن أهوى أن أعشق أفق خفيف الظل هذا السحر لا دع النوم وناغى الوتر فما أطال النوم عمرا ولا قصر فى الاعمار طول السهر فكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار فامشى الهوينا ان هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار لا توحش النفس بخوف الظنون وأغنم من الحاضر أمن اليقين فقد تساوى فى الثرى راحل غدا وماض من ألوف السنين أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب فانما الأيام مثل السحاب وعيشنا طيف خيال فنل حظك منه قبل فوت الزمان لبست ثوب العيش لم أستشر وحرت بيه بين شتى الفكر وسوف أمضو الثوب عنى ولم أدرك لماذا جئت أين المفر يا من يحار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك أثقلنى الأثم ولكن طحوت بى الأمال فى رحمتك ان لم أكن أخلصت فى طاعتك فاننى أطمع فى رحمتك وانما يشفعلى أننى قد عشت لا أشرك فى وحدتك تخفى عن الناس ثنا صنعتك وكل ما فى الكون من صنعتك فأنت مكناه وأنت الذى ترى بديع الصنع فى أيتك ان تفصل القطرة من بحرها ففى مداه منتهى أمرها تقاربت ياربى ما بيننا مسافة البعد على قدرها يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين يا قابل الأعذار عودنا الى ضلك فأقبل توبة التائبين وكان ختامها مسك فرحمة الله على شاعرنا عمر الخيام ورحمة الله على شاعرنا رامى الذى ترجم جوهرة نفيثة من الفارسية الى عربيتنا الحبيبة وأهداها الى السيدة أم كلثوم كوكب الشرق وغنتها فكانت احدى روائعها المغناه والمليئة بالأشجان التى تأخذ بعقول من يتعايش مع كلماتها وألحانها وهى ترجمة واقعية لكثير من البشر على مدار تاريخنا الانسان على ظهر هذا الكوكب فرحمة الله على كل شاعرينا ورحمة الله على كل ملحنينا ومغنينا الذين تركوا لنا بالفعل ارثا عظيما يتحدى كل لغات العالم فنا وغناءا ولحنا وطربا وشعرا وأدبا