العاصمة

قيام الليل  كتبت / ناهد عثمان

0

استوقفتني صلاة الثلث الآخر من الليل فوجدت عجباً:
– إنّ الصلاة المكتوبة نداؤها بصوت البشر ، وصلاة الثلث الآخر من الليل نداؤها من رب البشر .

– الصلاة المكتوبة يسمع نداءها كل البشر ، وصلاة الثلث الآخر يستشعر نداءها بعض البشر .

– الصلاة المكتوبة نداؤها : (حي على الصلاة حي على الفلاح)، وصلاة الثلث الآخر من الليل نداؤها : (هل من سائلٍ فأعطيه..) .

– الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخر يُؤديها من اصطفاهم الله من المؤمنين .

– الصلاة المكتوبة ربما يصليها البعض رياءً ، بينما صلاة الليل لا يُصليها أحدٌ إلا خُفيةً خالصةً لله .

– الصلاة المكتوبة يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان؛ بينما صلاة الثلث الآخر هي انقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة .

– الصلاة المكتوبة ربما تؤديها لكي تُقابل أحدا في المسجد فتتبادل أطراف الحديث معه؛ بينما صلاة الليل تؤديها لكي تأنس بالحديث مع الله و تتكلم معه وتبث همك وسُؤلك .

– الدعاء في الصلاة المكتوبة ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخر من الليل وعد الله عباده بالإجابة : (هل من سائل فأعطيه).

– أخيراً صلاة الثلث الآخر من الليل لا يوفق بالقيام بها إلا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه؛

فهنيئاً لمن حصل على بطاقة دعوة من رب العزة والجلال للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذذ بمناجاته .

اترك رد

آخر الأخبار