قصة قصيرة ” الطفولة مليئة بخيبة الأمل”.
الطفولة المسروقة
إنه يوم من أيام الطفولة البائسة فترة مؤلمة من حقبة الاستعمار الفرنسي على أهالينا بكل أنواعها وسلبياتها
الاجتماعية والتفرقة العنصرية آناذاك عيشة مزدرية يعيشها الأهالي
ما بين 1954 و1962 .
كنا وقتها في شهر رمضان والناس صيام رغم الفقر وقلة الوجد والاحتياج .
قامت أمي في تلك الامسية بعجن خبزة كبيرة فوضعتها في طبق من الحلفاء ومنديلا من الصوف وزينتها
بالسانوج ثم اودعتها معنا مرفوقة بثمن الطهي لناخذها عند الخباز الذي يبعد عن البيت ب كلومترين على الاقل ان لم يكن اكثر من ذلك .
دخلنا عند الخباز ووضعنا الطبق مع طابور من الاطباق الكثيرة التي كانت قبلنا ثم ذهبنا لمدة نلعب ونستبق
بجوار المخبزة وتركنا خبزتنا ولم نراقبها على كثب فالكثير من الزبائن اخذوا معهم خبزهم الناضج وما بقي الا القليل … ولما قرب موعد
الافطار أمرنا الخباز أن نأخذ خبزنا نيّا لان الوقت داهمه من كثرة الاطباق المتراكمة لنعود به للبيت ..
ولما وصلنا بعد عناء شديد وتخطي علو الجبل والذي يفصل البلدة الى نصفين يا لها من مغامرة ! , بهتت والدتي
لهذا المنظر المدهش ماهي بكت ولا ضحكت فصارت تتمتم ولاندري ما ذا كانت تقوله في نفسها , و كانت
تسعى جاهدة لاستدراك الوقت الضائع لتصليح ما يمكن اصلاحه مع الحرص لتقديم لقمة وسد الرمق من الجوع مع آذان المغرب.
خديجة صحبي * الجزائر *