ايمان العادلى
ماهى الكارما ؟
يطلق لفظ كرما على الأفعال التي يقوم بها الأنسان والعواقب
الأخلاقية الناتجة عنها
أي أن عمل خيِرا كان أو شرآ وأي كان مصدره فعل قول أو
مجرد فكرة لا بد أن تترتب عليه عواقب ما دام قد نتج عن
وعي وإدراك مسبق وتأخذ هذه العواقب شكل ثمار تنمو
وبمجرد أن تنضج تسقط على صاحبها فيكون جزائه إما
الثواب أو العقاب
وهذا القانون مفهوم أخلاقي في المعتقدات الإنسانية
المتعددة(أساسه مبدأ السببية حيث التصرفات والأفعال
الفردية تؤثر على مستقبل الفرد) وينظر الى الكارما انه ليس
قانون وضعي انما هو قانون للعدل الألهى أساسه(الفعل ورد
الفعل) ومختصره(كما تدين تدان)
الكارما هي مفهوم أخلاقي في المعتقدات الهندوسية
والبوذية واليابانية والسيخية ويشير إلى مبدأ السببية حيث
النوايا والأفعال الفردية تؤثر على مستقبل الفرد
تعالوا ننظر معآ إلى الكارما من وجهه نظر إسلامية
فلسفة ذلك الاعتقاد لدينا ان الله عز وجل لم يترك أي شيء
في تنظيم حياة الناس ألا وجعله في أقدس تنظيم أنساني
وأجتماعي وسلوكي ولكن بعض الناس لا يدركون مضمون ما
ورد في كلام الله المحكم في القران الكريم الذي تناولت ذلك
القانون بعض آياته بشكل وافي منها
سورة ال عمران (145)
(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚوَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ)
وسورة الزلزلة(8،7)(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
وسورة مريم(64)﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾
ومضمون هذه الآيات ان الله بحكمه العادل سينزل عقابه لمن
ظلم الناس وقطع أرزاقهم دون ان ينساه وهذا توجيه عدل
إلهي للإنسان في تجنب الظلم والقسوة والسلوك السلبي الذي
يعيش عليه البعض نتيجة مركب نقص في شخصيتهم
وسلوكهم أو لدوافع الانتقام لان نتائجه ستعود عليهم بنتائج
شديدة القسوة بإرادة الله وفق محكمة العدل الإلهي التي
ينظمها أن عاجلا ام آجلا والعكس أن يسخر الانسان حياته
للخير والمحبة والرحمة
ولتوضيح منهج الكارما يمكن القول أن الكون مبني (على
نظام دقيق وعادل ولا يترك مجالا للصدفة أو العشوائية) وإن
أي شيء يحدث للإنسان ما هو الا حدث مسبب ومن مكنته
سلطته في ظلم الاخرين بدون حق أو سبب سوف يدور
ويدور في الكون ويعود عليه بأشد مما عمل
وهي(كارما)سلبية ظالمة لصاحبها أضعاف ما أرتكبه من اذى
ولهذا يتطلب من الانسان أن يراقب أفعاله وتصرفاته وسلوكه
بشكل يومي حيث أن قانون الكارما الإلهي يؤكد على أن (كل
أمر إيجابي تقدمه يعود عليك والعكس صحيح).وهذا التأكيد
يحميك من الكارما السلبية ونتائجها (وأن يشعل قلبك
بالمحبة والرضا والإيجابية).وعلى وفق هذا التصور فان
الكارما هو القانون (الذي يسهم في تخفيف الضيق والارتباك
الحاصل في حياة الإنسان) فهو تصور متكامل للطاقة التي
تنبع من الانسان سواء كانت طاقة إيجابية أو سلبية وهذا
يعني ان الكارما هو (فتح الشخص لبوابة طاقته وحصوله
على نتائج تلك البوابة) بمعنى آخر هو حصاد لسلوك الانسان
وتعمده لتصرف ما بوعي أو دون وعي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.