فيروس كورونا: سلالة جديدة أكثر قدرة على العدوى ولكنها لم تزد من خطورة المرض
إيمان العادلى
منذ بداية انتشار وباء كورونا ظهرت بعض التقارير العلمية التي تشير إلى إمكانية وجود أكثر من سلالة واحدة من فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) وأن بعضها يمكن أن يكون أكثر خطورة.
ومن أمثلة هذه التقارير ما أشار لوجود سلالتان من فيروس كورونا يرمز لهما ب L و S، وغيرها الذي أشار لوجود ثلاثة سلالات يرمز لهم ب A و B و C .
إلا أن الموقع الرسمي البريطاني للأبحاث وفي 10 يونيو الماضي أكد أن:
-كل استنتاجات هذه التقارير أوليّة.
-وأن التحليلات الدقيقة الجينية المكثفة تؤكد أن لا دليل علمي قوي على وجود أكثر من سلالة واحدة من فيروس كورونا المستجد.
وذلك لأن كل التغيرات (الطفرات) التي حدثت في الفيروس منذ بداية نشأته كانت طفيفة ولم تؤثر على خصائص الفيروس بشكل يكفي لتصنيفه لسلالات مختلفة(strains).
•••أحد هذه التقارير والأبحاث تم نشره في مايو الماضي واكتشف وجود طفرة جينية يرمز لها ب D614G، واستنتج بسبب انتشارها أنها غيرت طبيعة فيروس كورونا وزادت من قدرته على الانتشار .
وهو استنتاج تم نقده واضعافه من قبل العلماء المحللين للدراسة. إلا أن الباحثون في هذه الدراسة نجحوا في إثبات استنتاجهم بعد شهرين تقريبا مع نشر الطبعة النهائية للدراسة.
وبدأ العالم يتحدث هذه الأيام عن نوع جيني جديد من فيروس كورونا.
•••فما تفاصيل الدراسة؟وما الذي غير تقييم علماء العالم لنتائجها؟
***الطبعة الأولية(Preprint):
-في 5مايو 2020 تم نشر دراسة -كطبعة أولية-عن طفرة (تغير جيني) اكتشفها الباحثون يُرمز لها ب D614G.
وهذه الطفرة ترتبط بالبروتين السطحي المدبب للفيروس، والذي هو أول نقاط الالتقاء الفيروسي بالخلية البشرية، والبداية التي عن طريقها يدخل الفيروس للخلايا.
وبسبب الانتشار المتزايد للنوع الجيني الجديد G614 مقارنةً بالنوع الجيني الأول D614، فقد استنتج الباحثون أنه يمكن أنه يُصنف كسلالة جديدة ذات انتشار وبائي أعلى.
وأثار هذا الاستنتاج انتقاد الكثير من العلماء، ذلك لأنه اعتمد فقط على انتشار وجود هذه الطفرة(D614G) في العينات الجديدة.
وكان التفسير الأقرب الذي رآه العلماء المحللين للدراسة أنه انتشارا طبيعيا للطفرة الجديدة في بيئة مناسبة، أو ما يسمى علميا بالتأثير المؤسس (founder effect).
علما بأنه يلزم أن يتم الربط بين التغيير الجيني والتغير الواضح في خصائص الفيروس بشكل قوى ومؤكد قبل أن يتم استنتاج وجود سلالة فيروسية مختلفة جديدة.
الطبعة النهائية المراجعة(Peer-reviewed):
بعد شهرين تقريبا تم نشر الطبعة النهائية من الدراسة في مجلة Cell بعد إضافة بعض التجارب المعملية والبيانات الإكلينيكية لها:
-أثبتت نتائج التجارب المعملية المضافة أن الفيروسات ذات النوع الجيني الجديد الأكثر انتشارا G614 تمتلك قدرة أكبر على التكاثر لمستويات عالية في الخلايا البشرية.
مما يعني أن الفيروس من النوع الجيني الجديد G614 يمتلك القدرة على الوصول لحمل فيروسي (viral load) أعلى في مجرى تنفس المريض، وبالتالي يمكن أن يزيد ذلك من احتمالات نقل العدوى.
-ولكن الباحثون قد أكدوا أنه لم يتم العثور على أي تأثير لهذا النوع الجيني G614 على خطورة المرض الذي يسببه الفيروس.
فقد ثبت في الدراسة أنه لا فارق بين نسبة الاحتياج للعلاج بالمستشفى بين المرضى بالفيروسات ذات النوع الجيني الجديد G614 والمرضى بالفيروسات ذات النوع الجيني الأول D614.
-وقدصرح الباحثون أنهم لم يتأكدوا بعد من تأثير النوع الجيني الجديد على وباء كوفيد-19 بشكل عام، وأن التأكد من هذا لا زال يحتاج لدراسات وتجارب أخرى.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.