فى ذكرى وفاة دكتور مصطفى محمود
إيمان العادلى
نتعرف عن حياته فى المدرسة والجامعة..رسب 3 مرات فى أولى ابتدائى.. والده فكر فى جعله يعمل بورشة نجارة ويترك التعليم..كان طفل خجول ولكن متمرد ولم يكن لديه أصدقاء
كان برنامجه “العلم والإيمان” ينتظره المصريون يومياً ليصحبهم فى رحلة وجولة مصورة بالفيديو حول عظمة الخالق وإبداعه فى خلق كل الأشياء الجميلة حولنا فى عالم الحيوان والنبات، وكان لحديثه بعد فلسفى ودينى أحبه الجميع أطفالاً وشباباً وكهولاُ، ولا زالت أقواله المأثورة تعيش بيننا حتى الآن، اليوم تحل ذكرى وفاة المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود، ومن خلال هذا التقرير نتعرف على ذكريات مصطفى محمود عن المدرسة والجامعة.
ذكريات مصطفى محمود فى المدرسة والجامعة
قال المفكر الدكتور مصطفى محمود، فى مذكراته التى نشرتها مجلة الشباب وعلوم المستقبل عام 1990:”لا أستطيع أن أنسى اليوم الأول للدراسة بما فيه من دراما ومواقف خاصة، إنني كنت أتعب وأتعرض للمرض كثيرا، كما كنت متمردا منذ صغري، لذلك حرمت من اللعب العنيف والانطلاق الذي يتمتع به الأطفال.
كانت طفولتي كلها أحلاما وخيالات وانطواء، ولم تكن لي رغبة في دخول المدرسة لما عانيت منه في كتاب القرية، فكثيرا ما تعرضت للضرب بسبب أسئلتي الجريئة حول الكون والإنسان والوجود.
لذلك رفضت الذهاب إلى المدرسة في أول يوم للدراسة، وذهبت لحضور حلقات الذكر والمولد وابتهالات المتصوفة والدراويش في مولد السيد البدوي، ولا أعلم من أخبر والدي بعدم ذهابي إلى المدرسة، لكني أذكر أني تعرضت لعلقة ساخنة مما زاد من كراهيتي للمدرسة.
وجاء والدي معي في اليوم التالي ليطمئن على ذهابي إلى المدرسة، وشدد على المدرسين بالضغط علي وضربي إذا لزم الأمر لإجباري على الحضور، لكن دون جدوى، ونتيجة لذلك رسبت ثلاث مرات في الصف الأول الابتدائي.
فقد أهلي الأمل في إكمال تعليمي، حتى إن والدي فكر في إلحاقي بأي ورشة نجارة أو حدادة، وتركني على حالي دون تغليظ أو تعنيف، وترك لي الحرية كاملة في أن أفعل ما أريد.
وبالفعل بدأت في الانتظام بالمدرسة وتفوقت على نفسي، خاصة بعد مرض والدي وإصابته بالشلل، مما كان حافزا لي على التفوق وبالفعل التحقت بكلية الطب وكنت الأول على دفعتي.
أما بخصوص الشلة أو أصدقائي فللأسف لم يكن لي أي أصدقاء في هذه الفترة بسبب طفولتي المليئة بالحزن والمرض، فكنت كثيرا ما أجلس في المستشفى مما جعلني أكثر انطوائية، إلى جانب أنني كنت أشعر بأنني أكبر من زملائي في التفكير، ولا يوجد أي منهم يفهمني أو أشعر أنه يشاركني آلامي وطموحاتي.
ومن ذكرياته أيضاً أنه أنشأ وهو صغير في منزل والده معملا صغيراً يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها.
وفى الجامعة كان من الطلبة المتفوقين بكلية الطب واشتُهر باسم “المشرحجي” لبقائه لفترات طويلة في المشرحة أمام جثث الموتى ما كان له أثر بالغ أثّر في أفكاره وتأملاته حول الموت وخروج الروح من الجسد.