إيمان العادلى
جدتي لوالدي كان اسمها إيفيلين براون، وكانت بتشتغل موظفة طوارئ في الفترة ما بين 1985 لـ 1987، كُل اللي يعرفوها كانوا بيقولوا إنها كانت شاطرة جدًا في شُغلها، لكنها استقالت بعد سنتين بس ورفضت تمامًا تقول أي أسباب لده، بس أسرتنا افترضت إن الاستقالة كانت بسبب الضغوط الناتجة عن الشُغل، خصوصًا إن جدتي كملت حياتها عادي، لكنها كانت نادرًا جدًا لما بتتكلِّم عن فترة شُغلها كموظفة طوارئ
عمومًا، من شهر ونص تقريبًا، جدتي إيفيلين ماتت، كانت بتعاني من سكتة دماغية وقعدت حوالي 3 أيام في غيبوبة قبل ما تتوفى أثناء وجودها في العناية المُركزة، خسارتها كانت صعبة علينا جدًا، على أي حال، بعد وفاتها بعدة أيام، رحت مع أسرتي لبيتها عشان نساعد جدي في فرز مُمتلكاتها الشخصية، لقينا في دولابها صندوق أحذية مُختبئ بشكل جيد، مكتوب عليه (تفريغات)
الصندوق كان بيحتوي على مجموعة أوراق، بعد قراءتهم بشكل كامل، اكتشفت هُمَّا تفريغات لإيه بالظبط
اللي فهمته إن دي تفريغات لأهم وأكتر مُكالمات مُثيرة جدتي استقبلتها أثناء فترة عملها كموظفة طوارئ، لكن مكُنتش عارف هي ليه مُحتفظة بيهم بصراحة، مش دا المُهم، المُهم إن المُكالمات دي هي أكتر حاجات مُخيفة أنا قريتها في حياتي
عشان كدا قررت أشارككم بواحدة من التفريغات دي هنا، الموضوع يعني شبه الحاجات اللي انتم بتهتموا بيها وبتحبوا تقروها، ولو الموضوع عجبكم، هبقي أكتب لكم باقي التفريغات، عمومًا هُمَّا 9 تفريغات
التفريغ دا كان مؤرخ بتاريخ 4 نوفمبر 1986، جدتي إيفيلين كانت وقتها بقالها سنة كاملة بتشتغل كموظفة طوارئ، دي مش أكتر مُكالمة مُخيفة فيهم، لكنها مُكالمة كويسة عشان نبدأ بيها
جدتي (موظفة الطوارئ): 911، إيه حالة الطوارئ اللي عندك؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: كُنت عايزة أبلغ عن حالة اقتحام
جدتي (موظفة الطوارئ): حد اقتحم بيتك؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: لا مش بيتي، الحمد لله، هو اقتحم البيت المُقابل لبيتي
جدتي (موظفة الطوارئ): هل البيت فيه ناس؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: مش فاهمة!
جدتي (موظفة الطوارئ): أصحاب البيت، موجودين في البيت؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: البيت فاضي من عدة شهور، أصحاب البيت مفقودين
جدتي (موظفة الطوارئ): مفقودين؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: زوج من العواجيز كانوا عايشين في البيت، السيد والسيدة (…)، اختفوا فجأة وبدون مُقدمات، ومحدش شافهم من وقتها، أنا مُتأكدة إن بنتهم عملت بلاغ ولسَّه الشُرطة بتدوَّر عليهم، بس على حد علمي، التحقيقات لسَّه مُستمرة
جدتي (موظفة الطوارئ): تمام
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: دلوقتي حد اقتحم بيتهم
جدتي (موظفة الطوارئ): طب حضرتك شُفتي الشخص اللي اقتحم البيت؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: لا، بس شايفاه بيتحرَّك جوا البيت، شايفاه من خلال شباك الدور الأرضي، الباب الرئيسي كمان مكسور
جدتي (موظفة الطوارئ): طب حضرتك تقدري توصفيلي الشخص دا؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: مش أوي، أنا خايفة، بس أنا مُتأكدة إنها ست، ست شاحبة بشعر طويل
جدتي (موظفة الطوارئ): لابسة إيه؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: مش مُتأكدة أوي، بس تقريبًا دا لبس مُستشفى
جدتي (موظفة الطوارئ): حضرتك قادرة تشوفيها كويس؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: لا، أنا ببُص على البيت دلوقتي من شباك غُرفة المعيشة بتاعتي، بس هي مُختفية بقالها شوية، بس أنا مُتأكدة إنها لسَّه جوا البيت، مُمكن تبعتوا الشُرطة!
جدتي (موظفة الطوارئ): حاضر، مُمكن تهدي شوية بس وتديني العنوان؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: العنوان (…)
جدتي (موظفة الطوارئ): تمام جدًا، الشُرطة في طريقها، دلوقتي أنا عايزاكي تفضلي معايا على الخط، خليكي مراقبة البيت كمان، مُمكِن؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: آه طبعًا
دقيقة صمت طويلة، وراها شهقة بصوت عالي من المُتصلة
جدتي (موظفة الطوارئ): إيه اللي بيحصل يا فندم؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: أنا شايفاها! المُقتحمة! واقفة في شباك الدور العلوي، بتبصلي
جدتي (موظفة الطوارئ): إنتي مُتأكدة؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: مُتأكدة جدًا، يا الله، وشها … وشها في حاجة مُخيفة، دي شاحبة زي ما تكون جُثة!
جدتي (موظفة الطوارئ): مُمكِن تهدي شوية يا فندم؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: يا الله!
جدتي (موظفة الطوارئ): هي لسَّه واقفة في الشباك؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: آه
جدتي (موظفة الطوارئ): لو إتحركت بلغيني
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: مش … مش قادرة أبصلها، أنا خايفة منها
جدتي (موظفة الطوارئ): يا فندم …
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: الشُرطة فين؟!
جدتي (موظفة الطوارئ): في الطريق، هيوصلوا قريِّب
المُتصلة بتصرُخ بوحشية
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: اختفت! هي … إستنى، هي دلوقتي … يا الله!
جدتي (موظفة الطوارئ): إيه اللي بيحصل؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: خرجت من البيت … وجاية ناحية بيتي! اللعنة!
جدتي (موظفة الطوارئ): كُل الأبواب والشبابيك بتوع بيتك مقفولين؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: آه، بس هي شافتني، وغالبًا هتحاول تدخُل بيتي
جدتي (موظفة الطوارئ): طب اسمعينى كويس، لازم تبعدي عن الشباك وتختبئي في مكان آمن في بيتك، مكان تكوني بأمان فيه لحَد ما الشُرطة توصَل
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: حاضر
صوت خطوات تقيلة بتتحرَّك جوا البيت، صوت حاجة تقيلة بتتخبط، صوت باب بيتفتح ويتقفل بسُرعة، صوت قفل بيتقفل
جدتي (موظفة الطوارئ): إنتي فين دلوقتي؟
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: في خزانة المطبخ، والباب مقفول كويس
جدتي (موظفة الطوارئ): كويس أوي، خليكي عندك، الشُرطة على وصول خلاص
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: أنا مش سامعاها بتخبَّط على الباب الرئيسي للبيت، هل دا معناه إنها مشت؟
جدتي (موظفة الطوارئ): مش عارفة، خليكي مُستعدة بس، تمام؟
صوت سارينات الشُرطة بتظهر من بعيد
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: دا صوت الشُرطة! أنا سامعاهم! شكرًا جدًا ليكي
جدتي (موظفة الطوارئ): تحت أمرك يا فندم
المُتصــــــــــــــــــــــــلة: الحمد لله، كُل حاجة هتبقي تمام، صح؟ … إستنى … إيه اللي بيحصل؟
الخط بيتقطع فجأة!
بعد ما قريتوا التفريغ، خلوني أقولكم إني دورت ورا الموضوع شوية، وقدرت أوصل لشوية معلومات عن القضية
لمَّا الشُرطة وصلت، لقوا المرأة الغامضة واقعة في الصالة، كسرت الشباك عشان تدخُل البيت، لكن الإزاز جرحها بقوة ونزفت كتير لحَد ما فقدت الوعي، الست اللي اتصلت بالشُرطة كانت لسَّه بأمان جوا خزانة المطبخ بتاعتها، كانت مُنهارة وبتترعش بس بأمان
الست الغامضة تم التعرُّف عليها، واحدة ست بتعاني من تاريخ طويل مع المرض النفسي، وهربانة من المصحة النفسية، بقالها 3 أيام كاملين، للأسف مقدروش ينقذوها وماتت بسبب النزيف
لكن قبل ما تموت اعترفت بحاجة، قالت على مكان جُثث زوج العواجيز سُكَّان البيت المُقابل للمُتصلة، قالت إنهم مدفونين في الغابة القريبة، وفعلًا عمليات البحث لقت جُثثهم، كانت إيديهم مربوطة ورا ضهرهم بقوة، وميتين من الضرب الوحشي المُبرح، للأسف كانت ماتت قبل ما تعترف ليه قتلتهم بالشكل دا أو تتعاقب على قتلهم.