فضجَّت المدينةُ بالبكاءِ بواسطة admins 0 شارك فضجَّت المدينةُ بالبكاءِ بقلم / محمــــــد الدكـــــــرورى متى ضجت المدينه كلها بالبكاء ولماذا بكت المدينه انه الموقف العظيم الذى لو عاصره العالم لبكى من اجله انه النبأ العظيم لوفاة النبى الكريم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما تسرَّب النبأُ العظيمُ، وأظلمت على أهلِ المدينةِ أرجاؤُها وآفاقُها، كيف لا؟ وقد انطفأ ضياؤُها، وخبأَ سراجُها، قال أنس رضي الله عنه : فما رأيتُ يوماً قط، أحسنَ ولا أضوأَ من يومٍ دخلَ علينا فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وما رأيتُ يوماً كان أقبحَ ولا أظلمَ من يومٍ ماتَ فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فضجَّت المدينةُ بالبكاءِ، وكان موتُه صلى الله عليه وسلم قاصمةَ الظهرِ، ومصيبةَ العمرِ، فاشتدت الرزيةُ بموتِه، وعظُمَ الخطبُ، وجلَّ الأمرُ، وأصيب المسلمون بنبيِّهم صلى الله عليه وسلم ، فمنهم من دهشَ فخولط، ومنهم من أُقعدَ فلم يُطِق القيامَ، ومنهم من اعتُقل لسانُه فلم يطق الكلامَ، وقام عمر رضي الله عنه في الناس، وأنكر موتَه، وماجَ الناسُ واضطربوا، وكان أبو بكر في أطرافِ المدينةِ ، فلما بلغه الخبر أقبل إلى المسجدِ، فدخل وعمرُ يكلم الناسَ، فلم يلتفت إليه حتى دخلَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بيتِ عائشةَ رضي الله عنها، فوجدَه مُسجًّى ببُردٍ حَبِرة، فكشف عن وجهِه وأكبَّ عليه يقبله، ثم بكى، وقال: بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ، واللهِ لا يجمعُ اللهُ عليك موتتين أبداً، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مُتَّها، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ثم إنه خرجَ رضي الله عنه والناسُ على الحالِ التي وصفْنا، فرقي المنبرَ فحمِدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: أما بعدُ، فمن كان يعبدُ محمداً ،فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد اللهَ، فإن اللهَ حيٌّ لا يموت، قال الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً)، فلما سمِعَ الناسُ ذلك من أبي بكرٍ علموا أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد ماتَ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فما أسمعُ بشراً من الناسِ إلا يتلوها، ثم غُسِّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكُفِّن وصُلي عليه، ودُفن يومَ الثلاثاءِ في مكانِه الذي توفي فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم : «ما قبض نبيٌّ، إلا دفن حيث قبض». وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾. ومازال الناسُ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أمرٍ مريجٍ، حتى جاد اللهُ بالصديق المؤيَّدِ المنصورِ رضي الله عنه، فبعد أن تحقَّق من وفاتِه خرجَ رضي الله عنه إلى المسجدِ، وعمرُ يكلمُ الناسَ، فقال أبو بكر: اجلس يا عمرُ، فأبى رضي الله عنه، فقال: اجلس فأبى، فتشهدَ أبو بكر رضي الله عنه، فأقبلَ الناسُ إليه وتركوا عمرَ، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبدُ الله فإن اللهَ حيٌّ لا يموت، قال الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً﴾ ،فكأن الناسَ لم يعلموا من شدةِ ما أصابهم أن اللهَ أنزل هذه الآيةَ، حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه، فتلقاه من الناسِ كلُّهم، قال ابن عباس: فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها، قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أني أهويتُ إلى الأرض، وعرفتُ حين تلاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فما لبثَ الصحابةُ رضي الله عنهم أن اجتمعوا على أبي بكرٍ رضي الله عنه، وبايعوه بالخلافةِ قبلَ أن يدفنوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وفي يومِ الثلاثاءِ اليومِ التالي لموتِه صلى الله عليه وسلم غُسِّل وكفِّن وصُلِّيَ عليه، ثم دُفن في مكانه الذي توفي فيه، فجزاه الله عنا خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمتِه واللهم صلى وسلم وبارك عليك يا سيدى يا رسول الله شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط بوابة العاصمة 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة