إيمان العادلى
العالم كله يعتبر إن النجم البرازيلى بيليه هو فتنة كرة القدم الحديثة و أعظم لاعب
العالم كله ماعدا البرازيلين أنفسهم
يحبوا بيليه طبعا و شايفينه رمز
لكن قلوب البرازيلين كلها متعلقة بلعيب أسمه
جارينشا
هو الكورة بالنسبة لهم
جاريشنا أتولد و رجليه الأثنين مقوسين
مقوسين بطريقة غريبة جعلت الأندية ترفضه بدون أجراء أى أختبار لمهاراته فعمل مهنة عامل نسيج و تزوج و أنجب
8 بنات و كان يلعب الكورة للهواية
مرة من المرات شاهده لاعب كبير فى فريق برازيلى أخده و قال سوف يلعب كرة بأى ثمن
كان فتنة
شبهوه بأسطورة شبح برازيلى
الشبح هذا كانت أرجله الأثنين للوراء
ولو فكر أحد أن يقتفى أثره فى الغابة يضيع للأبد
كان جارينشا اللعيب الذى قيل عليه لأول مرة فى ملاعب العالم كله ( أوليه)
كان لا يمشى فى الشارع على أرجله كان الشعب البرازيلى عندما يشاهدوه يحملوه للمكان الذى هو ذاهب إليه
كانوا يحبونه حبآ لا مثيل له
قاد البرازيل للفوز بكأس العالم مرتين
فى المرة الثانية قالوا له لابد أن تعرف حقوقك ومستحقاتك
فوجد النادى موقعه على بياض و قالوا له ليس لك ألا مرتبك
بدأت التقويسة التى فى رجليه تتعبه وتؤلمه
وسببت ألم لغضروف الركبة مع الجرى و اللعب
قالوا له نجرى لك العملية لكن ممكن أن تعتزل الكورة بعدها
فخاف و رفض أجرائها
وظل يلعب و يطالب بمستحقاته التى رفضوا أعطائها له
أكتئب و أدمن الخمر
تعرف على صديقة جديدة له
و قرر أن يأخدها هى و والداتها فى رحلة ليتعرفوا على قريته
فقام بعمل حادثة و أم صديقته توفت فأنهار أكثر وأكثر
مع تقدم الوقت لم يكن قادرآ أن يمشى على رجليه لأنه رفض أجراء العملية
أدمن الخمر إلى أن مات
البرازيلين يحبوه أكثر من بيليه لأن بيليه رجل أعمال ويمتلك من المال الكثير بينما جارينشا شبه كثير من البرازيلين فى فقرهم وبؤسهم وحالتهم المعيشية
يوم جنازته كانت البرازيل كلها فى ملعب الماركانا أكبر ملعب
وعندما وجدوا جثمانه مغطى بعلم النادى الذى ظلمه وأخذ مستحقاته بدون وجه حق قاموا بنزع العلم من على الجثمان
لان النادى هذا الذى أخذ مستحقاته و ظلمه
ألقوا علم النادى
و لفوا جثمان جارينشا بعلم البرازيل
و خرجوا بجثمانه مشى على الأقدام إلى أن وصلوا إلى قريته
و على قبره كتبوا
” هنا يرقد جارينشا، فرّح البرازيل، وفرّح العالم، كان فتى طيب و كان صديقا للطيور”.
المصدر كتاب: البرازيل كرة القدم أسلوب حياة