العاصمة

عند لافروف أجود الزيوت لإشعال أعتى ألسنة اللهب في جسد العدو

0

 

مقالة لزهر دخان

وصف وزير الخارجية الروسي سارجي لافروف الحملة الإنتخابية الرئاسية الأمريكية بالمشهد المحزن . دون أن يوضح بالظبط من هم المتأثرون بمشهد عادة لا يُحزن إلا أعداء الأمركيين، وليس لأمريكا منذ كانت عدواً أكبر ولا أكثر حزناً من روسيا التي لا تقبل إلا أن تحزن إذا كانت المناسبة هي العرس الإنتخابي الرئاسي في بلاد العم سام.

 

إنه لا يخفى على أحد ما مدى حاجة رجل مثل لافروف للحزن كي يستطيع أثناء حزنه الصمود أكثر أمام الصمود الأمريكي الذي إشتهر بكونه يستمد من تداول السلطة بشكل سلمي ، إثر الإنتخابات الشفافة والنزيهة . ولهذا السبب حزنت روسيا وبثت حزنها عبر دبلوماسيتها فإعتبر الوزيرسيرغي لافروف الحملة الإنتخابية الأمريكية “مشهدا محزنا” . ثم أراد أن يجس نبض أمثاله من الناس ويختبر مدى حزنهم فترك لهم إستخلاص إستنتاجاتهم حول “كيفية ترتيب الأمريكان أمورهم”

 

إقرأوا وإستنتجوا تحت أي حرف دس لافروف خبثه وفوق أي كلمات وضع كلماته ليصنع نصاً إستفزازياً يلوم به النظام الأمريكي ويعفو به عن النظام في روسيا ، وقد أراد لافروف في مقابلة صحفية، أراد أن يذكر الجميع بمدى معرفتهم بأمريكا فقال:(عندما يصل نظام ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية إلى مثل هذه النتائج، ومع هكذا مسار للحملة الإنتخابية، فمن المرجح أن يتمكن الجميع من إستخلاص إستنتاجاتهم حول كيفية تنظيم وترتيب الأمريكان أمورهم)

 

 

اللوم ليس كله واقعاً على لافروف الرجل السيئ في نظر كل من قرأ تصريحه أو سمعه لأنه تصريح سليم وغير عاري عن الصحة وكلام مسيس مسلح بسلاح ذو عدة حدود وهي الحدود التي وجدت للحد من الظلم الذي تمارسه كل الأنظمة وإن لافروف جزء من نظام ظالم يحكم روسيا منذ عقود ولا يزل.

 

يشار إلى أن لافروف أراد الإستفادة من الأزمة الأمريكية الراهنة ، ولم يكن بكلامه ينوي خلق مشكلة أو إثارة أزمة . وإنه من الممكن ومن السهل الإستفادة من أخطاء السادة الكبار في البيت الأبيض وخارجه . وإنه من الحنكة السياسية أن يسكت خصوم بايدن الأجانب والمحليين عندما يسمعون قوله ( لن أنسحب من الحملة الإنتخابية إلا إذا نزل الله من السماء وأبلغني بعكس ذلك)

بينما لا ينبغي لمسؤول كالرئيس بايدن أن يتلفظ بمثل هذا الكلام الذي معناه أنه قد أصبح فوق القانون ،وإنه ورغم كل ضرف قد يطرأ ،ورغم كل ضرف هو ليه الأن سوف لن يقبل ولن يتنازل عن حلمه المتمثل في قيادة أمريكا إلى أن تنتهي كل حضوضه التي بات يخصص منها لنفسه ما لايراه الأخرون سيما نواب حزبه حقاً من حقوقه بعدما تقدم في السن عمراً وعملاً..

 

يذكر أن لافروف لم يوظف خطابه السياسي الذي باتت كل روسيا وحلفائها لا ينطقون إلا بمثله بعدما توسعت الفجوة بينهم وبين الغرب ولم تصبح أمام المعسكرين غرب شرق فرص للتقارب بعدما تم التنافر على أكمل وجه .. فنتج خطاب سياسي روسي يسعى دائما لصب الزيت على النار علناً وبشماتة مسيسة إلى حد التشدق بها أمام العالم لأجل أن تقول القيادة في روسيا لعالم الغربي ، إنتبهوا فأنتم أقل من أن توصفوا بالدمقراطيين وإذا وصفتم بذلك فنحن لكم بالمرصاد . وها هو لافروف يترصد الناخب والمتنخب في فرنسا بسيل من التصريحات ومنها :

(إن الإنتخابات في فرنسا “لا تذكرنا كثيرا بالديمقراطية”، لافتا إلى أن الجولة الثانية مصممة للتلاعب بإرادة الناخبين) . وقد قال لافروف هذا الكلام كما سبقت الإشارة لإشعال النار به وليكون وقوداً لنار موجودة مسبقاً وإنما تشتعل بفتيل سيء الزيت ، وعند لافروف أجود الزيوت لإشعال أعتى ألسنة اللهب في باريس وضواحيها.

 

ويضيف لافروف بلكنة المراقب الغاضب : (قد ينسحب العديد من المرشحين من العملية الإنتخابية لإعطاء الفرصة لهزيمة المحافظين أو الشعبويين)

 

وقال لافروف أيضاً: (في حال جرى إستخدام نتائج الجولة الإنتخابية الأولى لتشكيل البرلمان الفرنسي، ستحدث تغييرات خطيرة جادة للغاية في فرنسا) وكان هذا الكلام مماثلا تماما لشرات التقارير المحررة لى طريقة وسائل الإلام الروسية التي كتبت حول الإنتخابات الفرنسية ولا تزل تكتب ويدها غلى الزناد وقلبها م أي حالة تمرد أو صيان مدني فرنسية تساد روسيا لى تجاوز القوبات والخروج من أزمتها بدخول خصومها في أزماتهم المحلية .

اترك رد

آخر الأخبار