العاصمة

على جفون العين دائما ما تقف الدموع

0

طارق سالم
من قسوة بنى البشربالعالم اليوم ونحن نرى القتل والدمار والخراب والإحتلال الغير مبرر لبعض الدول والاستيلاء على خيراتها وبث الفتنة والوقيعة بين شعوبها مما أدى إلى قتل كل منهم أخاه .ومن قسوة بنى البشر بالحياة التى نعيشها أحيانا بالبيت بالشارع بالحارة بالمدينة وكل من حولنا نرى قسوة غير مبررة في التعامل فيما بيننا مهما اختلفت نظرة العين لكل منا للأخر ولكنهم لا يبالون مما تحمله هذه النظرة حتى وأن دمعت العين وابت الجفون أن تسقطها في وسط هذه القسوة لأنها دمعة غالية لا يعلمون قيمتها ولا ما تحمله .
هنا وقف العقل وتجمد النبض وابت العين أن تدع حتى وإن دمعت تحجزها الجفون مما يسبب ألم داخلى أشد قسوة من قسوة بنى البشر بعضهم على بعض وتتحدث الأعضاء الثلاثة بحديث داخلى خفى فيما بينهم .
· يقول العقل أكاد أن أجن من فكر هؤلاء الطغاة القتالين الذين ضلت افكارهم واهتدت إلى القتل والخراب لشعوب ليس لها ذنب أن تموت بغير حق ولا تكتفى بقتلهم فقط بل نهب ثرواتهم وخيراتهم .
· ويقول القلب أكاد أن أتجمد واصبح كالحجارة واشد قسوة ولم أعد أتالم من كثرة القتل ولم أعد أنبض بنبض الحياة لهذه الشعوب التى هي اصبحت فريسة للذئاب الضالة وتوقف شريان الحب والحنان عن عمله واحساسه بالأمل بالعيش عيشة سعيدة سوية تسرنى وتسر باقى اعضاء الجسد وجوارحه .
· وصرخت العين صرخة داخلية تفتحت بها جفونها وكبرت عدساتها وقالت لم أعد ارى الرؤية التى خلقنى الله سبحانه وتعالى لها رؤية الخير والحب والسعادة ولكنى اصبحت أرى أثر الدمار والخراب وقتل النفس التى أصبحت هينة لقاتلها دون وجه حق أرى أطماع البعض التى لا ترى أعينهم غير القسوة والشر على هذه الشعوب الساكنة الهادئة لم اعد ارى الألوان والطبيعة على جمالها أري الأخضر بها كالحطب نشفت عيدانه وجفت جذوره اصبحت أري الالوان كلها بلون واحد هو لون الدم بكل المدن والشوارع والحارات والميادين وعلى الجبال وفوقها وبباطنها كل هذا نتيجة أطماع وقسوة بنى البشر لهذه الشعوب .
· وجاءتنى دمعة من دموعى اصبها الالم والوجع من كثرة نظراتى لهذه الشعوب وما يجرى لها ووقفت على عدساتي تسألنى من هؤلاء ولماذا كل هذا القتل والدم والخراب والدمار لماذا كل هذه الأتربة السامة التى تعمى العين ولم تعد تتحمل الوجع والألم وارات أن تسقط من عينى لتطبطب على هذه الشعوب وتقف بجانبهم تداويهم وتحن عليهم وتساعد أعينهم على النظر لغدا أفضل والعيس حياة سعيد ومجابهو كل هذه القسوة بكل قوة حت وان كانت مجابهة داخلية ونفسية ولكن عند نزولها تعرضت لسد الا وهى الجفون منعتها وأمسكت بها وقالت لا تتركى بيتك ولا مسكنك مهما كان لأنه بيت الأمن والأمان برغم العيش وسط أنواع الدموع وهنا بكت الدمعة على شاطئ الجفون وقالت مالى أرى الحياة اصبحت بكل هذه القسوة ولماذا نظل هكذا بالعيش وسط دموع الأحزان المليئة بالوجع والالم فقالت لها الجفون توقفى هنا وفقط وانظرى نظرة الحمد والشكر على ما نحن فيه حتى وإن اصابنا مايصيبنا .
· ودائما ما تقف الدموع وتتحجر بالعين ولا تريد النزول منها ومن مسكنها ومن عشها حتى لا تسقط على جفون مليئة بالالم والدهشة من قسوة البشر بكافة طوائفم وألوانهم واشكالهم القسوة التى سيطرت على معظمهم نتيجة الغل والحقد والحسد والبغضاء القسوة التى سيطرت على عقولهم وقلوبهم المتحجرة الخالية من نبض الحياة والعقل الذي لا يملك بداخله غيرالأنانية والسطو على الأخر دون وجه حق .
· وهذه الدموع دائما ما تريد الخير للعين فتقوم بتنظيفها وغسلها من رماد الحروب وغسلها من سهام بنى البشر القاتلة فتلبسها لباس الدمع وتضع على وجهتها غشاوة حتى لا ترى الالم والهم والحزن وهنا تغلق الجفون عليها ولا تتفتح إلا عندما يزول سبب الألم والهم والحزن والحسرة والخيبة التى اصبحت سمة من سمات بنو البشر بالعالم أجمع والتى لا تفرق بين دموع الفرح والأمل والنظرة لعيشة هنية وبين نظرة التشاؤم والهلاك دون وجه حق .
أتمنى أن تعود أعين القسوة إلى مكانها وتترك أعين الشعوب للعيش والنظر لمستقبل أفضل
وأتمنى أن نعود للنظرة التى يملؤها الحب والوفاء والأمن والأمان فيما بيننا حتى تستقيم حياتنا وأمورنا كما أراد لنا الله سبحانه وتعالى العيش على أرضه والحمد على نعمه .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار