طرابلس بين العطش والإرتواء 

أوقف تدفق الماء إلى العاصمة وطالب بإطلاق شقيقه
كتب لزهر دخان
من المعروف أن منظومة النهر الصناعي في ليبيا . كانت قبل سنة 2011م . تستطيع ضخ الماء نحو كل

ليبيا على مدار الساعة وبدون توقف . وكانت المياه تصل إلى الجميع بشكل ممتاز لا تشوبه شائبة . ودامت هذه النعمة طوال سنوات التسعنيات والعشرة سنوات التي تلتها . ويعتبر النهر الصناعي

العظيم أكبر إنجازات ليبيا في العصر الحديث . وكذلك العالم العربي والعالم. حيث صرفت ليبيا أمولا طائلة وجندت طاقات هائلة حتى تخلصت من العطش ونفذت فكرة زعيمها معمر القذافي .الذي كان

يُسمى مهندس النهر الصناعي العظيم . إعترافا من أبناء ليبيا له بفضله في تخليص بلادهم من العطش . ونظام إستخدام ماء الحنفيات القديمة بحصص لا تسقي الحرث ولا تروي الإبل ولا تذهب

عطش الصحراء الليبية المترامية المدن والقرى .
هذا النهر لا يزال سليما متينا أمنا يقدم خدماته إلى الشعب في ليبيا . ويساهم في إعادة إعمارها

إنطلاقا من نقطة متقدمة من الحياة ، على أساس أن الله سبحانه قال في كتابه الحكيم ” وجعلنا من الماء كل شيء حي . ” ولكن في نفس الوقت لا تزال في ليبيا الحرب الأهلية والنزاعات القبلية

والأزمات السياسية والإرهابية . وعلى سبيل المثال تتعرض العاصمة طرابلس حاليا إلى هجمات من

اللواء المتقاعد خليفة حفتر .الرجل الذي ينوي تحرير عاصمة بلاده من قبضة مليشيات تأخر أوان نهايتها

. أو توبتها أو هزيمتها . فقرر حفتر مفاجأتها بقرار تحرير طرابلس من قبضتها . وبدأت حرب حفتر على

قوات الوفاق الوطني التي تصدت له دفاعا عن مكتسباتها في طرابلس وأبرزها الإعتراف الأممي بها .

بدأت المعركة في الرابع من إفريل نيسان 2019م .

وللإشارة كانت المليشيات المسلحة في طرابلس خاصة وفي عموم ليبيا . كانت قد أصرفت في الفساد . وعصت رب العباد، وإستمر نهجها الفوضوي في تخريب الأرض . وأخر ما إستخدمته للذود عن

نفسها هو توقيف ضخ المياه إلى كل طرابلس وضواحيها. وأقدمت مجموعة مسلحة على إقتحام موقع “الشويرف” وأجبروا العاملين على غلق كافة صمامات التحكم.

حدث هذا بتاريخ هذا الثلاثاء 20مايو أيار 2019م . وقد قالت إدارة جهاز إدارة منظومة النهر الصناعي

في ليبيا .أن هذا العمل الإجرامي “سيترتب عنه إنقطاع المياه عن مدينة طرابلس وبعض مدن

المنطقة الغربية والوسطى غداً صباحاً . وتوقف إعادة ضخ المياه لمدينة غريان وبعض مدن الجبل

الغربي . الذي كان مُبرمجا له ضمن خطة التشغيل”.

ورغم أن النهر الصناعي كان تحت يد جهاز إدارته النائي بنفسه عن كافة الخلافات والصراعات. ليكون

جهة خدمية تقدم خدمة الإمداد المائي لكافة المواطنين . كانت للمجرمين أراء أخرى تمثلت في فكرة

الإستلاء على الجهاز وإستثماره للوصول إلى أهدافهم . ولهذا السبب تطالب إدارة منظومة النهر

الصناعي الجهات الأمنية والعسكرية بالدولة بتحمل مسؤوليتها لحماية حقول آبار المياه ومحطات

التحكم ومسارات أنابيب المياه بالمنظومة.

وحسب أخر الأنباء أجبر العاملين في وحدة تحكم واقعة في منطقة “الشويرف” جنوب شرق طرابلس . على إغلاق صمامات المياه ووقف تشغيل الآبار . عندما هددهم خليفة حنيش المقرحي .الذي يقود المجموعة المسلحة التي إستولت على وحدة التحكم في المياه . وسبب التهديد هو المطالبة بإطلاق سراح المبروك حنيش المغربي . وهو شقيق قائد المجموعة المسلحة .وهو الأن محتجز في أحد سجون طرابلس منذ عام 2017 م . وتهمته ” محاولة إدخال قوة مسلحة إلى منطقة ورشفانة، الواقعة جنوب غرب طرابلس.”
أما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج فقد قالت عن طريق خارجيتها . أنها تتهم عصابات مجرمة تابعة لخليفة حفتر و “الجيش الوطني الليبي” بتهمة إغلاق صمامات التحكم في منظومة النهر الصناعي التي تنقل المياه طرابلس.