ضيف ثقيل….. قربنا الي الله
كتب د فوزي الحبال
الوجه الظاهر لكورونا بلاء و الوجه الآخر له أنه قربنا وزاد الإرتباط بالله عز وجل بعد ان ابتعدنا عنه بأغواء الشيطان ، و
تجلّت صورة من صور يوم القيامة ( يوم يفر المرء من أخيه) ،
قلت نسبة الفواحش ( الزنا و اللواط) خوفاً من العدوى ، وايضا
ظهرت حقيقة دول كنا نعُدهم قوى عُظمى وهم أوهن من بيت العنكبوت .
فيروس كورونا جمعنا بعد الغاء الدراسه ، يوسف ابني امام التلفزيون او داخل تلفونه علي بابجي ، زوجتي لا تريد السفر ، ولم تعد تشتري اي شء لان كله ياتي من الصين ، وتتجنب الحشود في المولات التجاريه ،وتقضي كل وقتها في قناع فمها .
كورونا لم ياتي ليقتل ويبيد ، ولكن ليحيي ضمير اﻷمة ، ليوقظنا من غفلتنا ، ليرينا صغر حجمنا ﻷننا عجزنا أن نرى جرثومة أستطاعت أن تهدد الكون بأكمله رغم صغر حجمها التي تكاد لا تذكر ولا تري بالعين المجرده ، جاء ليقول لنا أن رباً غفلنا عن ذكره وهو القادر على إستبدالنا في عشية وضحاها .
أوقف العالم بأسره ولم تقعده ، شلت أركان دول وأمم ، أهتزت لها منصات العالم .
كنا نظنه مجرد فيروس أبتلي به أقوام لم يعرفو اﻹيمان والتحصين والتوكل على الله ، كنا نردد تسلطو على اﻷقلية المسلمة في بلادهم فسلط الله عليهم جندا من جنوده ، الذي لا يعلمها إلا هو ، أوقفت على إثرها مدارسهم و معابدهم ومصانعهم .
فقد أوقف كورونا أقدس مقدساتنا عن بكرة أبيها أوقف أطهر بقاع اﻷرض عن السنة التي فطرها الله عليها ، والله إنه لمصاب جلل ، تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان .
لو كان لكورونا فقط أنها أوقف الطواف لساعات لكفى بنا من ألم ، مع كل هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا ، أمسينا ونحن نتبادل اﻷخبار عن إغلاق الحرمين وإيقاف الطواف والزيارة في الروضة وكأننا نتحدث عن إغلاق مول تجاري ﻷمر طارئ ساعات وسيتم فتحة ، كورونا ليس وباء للبشرية ، والله لنحن الوباء على هذه اﻷرض .
إن لم نستغفر ونتوب إلى الله ، سيأتي بأقوام يستغفرون ويتوبون إليه ، ويجب ان نصحي من غفلتنا ولهونا عن ديننا ، وان نوقظ ضمائرنا و ضمير اﻷمة ، فتأكدوا أننا نحن الوباء على هذه اﻷرض ، فاعتبروا يا أولي اﻷلباب .
اللهم اجعلنا في الشدة صابرين ، ولقضائك راضين ، وفي الرخاء شاكرين ، ونقي قلوبنا أجمعين ، واحسن ظننا بالآخرين ، وزينا بأخلاق سيد المرسلين ، وسخرلنا عبادك الصالحين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .