العاصمة

سوف تبقى فلسطين وطناً خالداً 

0

 

 

مُحمد شفيق مرعي

إن الحديث عن الصراع الدموي الذي يدور في بقعه هى أهم بقاع الدنيا عند المسلمين بعد الكعبة المُشرفة . حيث القدس الشريف الذي يقع في قلب فلسطين الوطن الخالد الذي سُرق بعد أن رحل أخر الرجال . فهل يُعقل أن يكون هذا حال فلسطين بعدما كانت في أيدي أمينه . كيف يصل بنا المطاف إلى هنا . كيف يأتي يوم يجوع فيه الصغار ومن حولهم عشرون دولة عربية وإسلامية غير قادرين على إدخال قعة خُبز لهم بدون إذن المُحتل الذي يسفك الدماء ليلاً نهاراً . فأين فلسطين وشعبها وأطفالها ونسائها وشيوخها من حكام المسلمين الذين إستهانوا وأستكانوا وأصبح الضعف والهذل غالباً على مجد أجدادهم الذين تركوا لنا موروثاً حافلاً بالبطولات والكفاح والسعي والجهاد في سبيل الله والوطن ورِفعة الإسلام وإعلاء شأنه حتى جب كل بقاع الدنيا . ألم يتحرك جفن حاكماً عربياً لن أقول أجنبياً ولن أقول مسلماً أو غيره . فهناك مجزرة ولا يوجد تبرير لها سوا أنهم يريدون سحق هذا الشعب العظيم الذي يُعطي العالم دروساً في كل مناحي الحياة . هناك إبادة جماعية وتطهير عرقي يقوم بها جيش الإحتلال الصهيوني والداعمين له . ألم يكفي الصمت إلى هنا . أين الإنسانية مما يحدث . فهناك أجساد الصغار أصبحت عظام لا يكسوها لحماً . هناك موت يُلاحق أمة إستغاثت بنا وبالعالم المجاور . إستغاثت بعالم الإنسان وفوضت الأمر لربها بعد أن تخلى عنها الجميع في الوقت الذي شاهد الجميع حقيقة الأمور وأطلع عليها وعرف الحقيقة ولم يتجرأ أحد على التحرك لنُصرة المظلوم . الذي لا ذنب له إلا أنه وُلد في وطن غير آمن . خرج للدنيا فوجد نفسه مقبوراً مسجوناً أسيراً . ولم يكتفي عودهم بذلك بل بعد أن دنس أرضهم ومزق أحشائها إلتف لشعبٍ يقطنها فأستباح أعراض النساء والفتيات . وطاح يقتل الولد وأباه ويغتصب الفتاة أمام عين أمها . فأين النخوة والضمير الإنساني . أين الإنسانية من جريمة لا وصف لها . وأين السبيل إلى تحرير النفس من القيود التي تُحاصر الصغار قبل الكبار . لماذا أيها العالم المُدعي حرصه على تحقيق السلام في الشرق الأوسط . لماذا الصمت على جريمةً تُرتكب في وضح النهار . توصف بأنها إبادة جماعية وتطهير عرقي . لماذا الصمت على هذا الكيان الذي لا موطن له ولا أرض ولا هوية . لماذا تلك البقعة المباركة التي قصدها المُحتل وسعى ليُمزق أحشائها . ولم يكتفي بل صنف شعبها على أنه إرهابي . فمن هو الإرهابي أيها الزعماء الأغبياء . يا صُناع المجد الزائل يا عُشاق العاهرات والخمر . أين الإنسانية من وطن الأوفياء . أين الإنسانية من أرض فلسطين . أين المُسلمين من هذا ألم يخجلوا من يوم الوقوف والعرض على ربهم . ألم يخجلوا من لقاء يجمعهم بنبيهم . ألم يخجلوا أن يُطلق عليهم مسلمين أو مسيحيين في ظل هذا الوضع المرهون بقتل هذا الشعب وإبادته . ألم يكفي هذا القدر من الهدر للدماء . وماذا عن بشاعة الموقف أما شاهدتم بأم أعينكم كم الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حق الإنسانية جمعاء مُمثلة في هذا الشعب الصابر الصامد الذي لم يخترق قانوناً دولياً ولم يعتدي على أحد . ولم يقصد وطناً يبحث عن تدميره . بل كل ما فعلوه من جريمةً هو أنهم إستقبلوا اليهود في أراضهيم بعد أن رفض العالم أجمع إستقبالهم ليأويهم . بعد هروبهم من مذابح الألمان . فأين النخوة والضمير أيها العالم القاسي . ألم تحملوا بين صدوركم قلوباً تنبض . ألم يتحرك فيكم الحياء خشية لله من موقف هؤلاء الصغار الذين فقدوا أرواحهم دوم ذنب . ثم يدعي المُحتل أن يوم السابع من أكتوبر كان إنتهاك وخرقاً للحدود وتعدي عليهم . فأي بطش هذا الذي يدعوه . وأي جريمةً يريدون الهروب منها والفرار حتى لا يحاسبون عليها . لا مفر من العقاب حتى وإن لم يحالفكم الحظ بعقاب الدنيا ولكني مؤمن تماماً أن أمد البطال لن يدوم ولسوف تعود فلسطين إلى أحضان شعبها لتتربع على عرش الدنيا بسيادتها . ولسوف يحصل شعبها على حريته قريباً . أيها الناس إن فلسطين وطن قائم منذ آلاف السنين في حين عُمر القضية الفلسطينية بعد الإحتلال لم يتجاوز سبعين عاماً . مما يعني أن فلسطين خالدة منذ آلاف السنين حقاً . أيها الناس إن المقاومة الفلسطينية هى محور التحول من وطن محتل إلى وطن مُحرر بإذن الله . أيها الناس لولا وجود المقاومة الفلسطينية والتي تتمثل في حركة المقاومة الفلسطينية حماس ما دام أمد فلسطين حتى وقتنا هذا . أيها الناس لقد أراد المحتل أن يتخصر الطريق فقضى نصف الأجل بل قضى معظمه . حتى أصبحت فلسطين وطناً وشعباً شريداً أو مقتولاً أو مفقوداً . ثم تجرأ على دور العبادة وكأنه يتحدا الله . فقد المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الإغاثة قصفاً . ولم يكتفي بل توجه نحو الأبرياء ليغتال فيهم ومنهم كيف يشاء ولم يكتفي . إنني أعرف المراد من فعلهم ولكن يُدهشوني الصمت العقيم الذي يعيشه شعوباً مجاورة في ظل الصحوة الغربية تنديداً بالعدوان على فلسطين . فقد أصبحت فلسطين مقبرة جماعية فلم تعد أرضها تصلح للعيش الأدمي في ظل وجود الأشباح . فقد أصبحت المدارس خاوية خالية من الأطفال . فلم يعد هناك أطفال . فالجميع قد رحلوا إلى لقاء قريب أيها الأبطال . يامن سطرتم التاريخ وطوقتوه بأسمائكم بحروف من الذهب . حتى تلمع أسماء عائلات بأكملها فقدت حياتها نتيجة القصف العشوائي على منازلهم . أخيراً أقول إلى المقاومة الفلسطينية واللبنانية وإلى الجيش اليمني الذي أغلق باب المندب في وجهه هؤلاء الحمقى وأصبح يستهدف سُفنهم ولا يسمح لها بدخول مياه الإقليمية . تحية للمقاومة الفلسطينية الباسله التي تخوض حرباً شريفة رغم معاناتها وشعبها إلا أنها تُعطى العالم دروساً حتى في معاملة الأسرى . إنها تعاليم الإسلام أيها الحمقى تعاليم ديننا الحنيف الذي يحاولون تشيوهه حتى ينفر الجميع منه إلا أن الله غالباً فقد أصبح الإسلام دين تتبعه الدول الغربية أكثر من العربية حتى فاق تقدمها الخيال . فلننظر إلى الصين واليابان وكوريا وروسيا . ألم يتفوقون على أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا .

اترك رد

آخر الأخبار