العاصمة

سلسة (ماذا تعلمت من الهجرة)

0

كتبت /ناهد عثمان

1- علمتني الهجرة: أن التوكل على الله لا ينفي الأخذ بالأسباب، بل أولى خطوات

التوكل أن تكون آخذا بالأسباب، وقد تجلى ذلك في الخروج ليلا والتخفي في الغار ثلاثا…

2- علمتني الهجرة: أن العاقبة للمتقين، فمهما انتفش الباطل فهو مهزوم، لكن

النصر ليس فقط تغلبا على عدو، ولا قهرا لخصم؛ بل ثباتك على الحق نصر، وتمسكك

بمبادئك نصر، فمصعب لم ير تمكينا، وحمزة لم ير غلبة للدين وقد انتصروا

بثابتهم على المبدأ حتى ماتوا، وإمامهم في ذلك نبيهم صلى الله عليه وسلم حين

قال كما في سيرة ابن هشام: “يَا عَمِّ وَاللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَ

عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ”.

3- علمتني الهجرة: أن الإخلاص هو الأساس، فمن رام من الدعوة شهرة أو

مغنما أو مجدا فقد أخطأ الوجهة، فمحمد صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك ما ترك

وطنا ولا فارق دارا؛ فاجعل الإخلاص شعارك ودثارك تأتيك الدنيا والآخرة.

4- علمتني الهجرة: أن الاعتدال قرين المسلم، فلا هو بالمبتذل الذليل حال

ضعفه، ولا هو بالمتكبر المتغطرس حال انتصاره، وقد رأيناه صلى الله عليه وسلم حين أخرج وحيدا مهاجرا معتزا بدينه

ودعوته قائلا كما عند أحمد: “عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ عَزَّ

وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ”، وحين عاد بعد ثمانية أعوام في

الفتح ما كان إلا متواضعا شاكرا.

5- علمتني الهجرة: أن حفظ الله لأصحاب الدعوات مؤكد لا شك فيه، لكن الحفظ

ليس فقط في الأنفس والأبدان، بل منه وأعلاه حفظ الدين، وما هاجر أحد

في الله إلا حفظ الله له دينه، وسل صهيبا وبلالا وعمارا وأبا سلمة يأتيك الخبر اليقين.

سلسة (ماذا تعلمت من الهجرة)

اترك رد

آخر الأخبار