أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، في 22 مارس 1928، ومنذ نشأة الجماعة وضع «البنا» الأسس للعمل السياسي لـ«الإخوان».
ولم تكن «الإخوان» مجرد جماعة دعوية دينية فقط ولكنها أيضَا هيئة سياسية، وسرعان ما انتشر فكر هذه
الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر «الإخوان» في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولًا إسلامية وغير إسلامية.
وطبقًا لمواثيق الجماعة فإن «الإخوان المسلمين» يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من
منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية، التي يتواجد فيها «الإخوان» مثل الأردن والكويت وفلسطين والسعودية.
كا أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية، التي تعتبرها حركات مقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ضد جميع أنواع الاستعمار
أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة «حماس» في فلسطين، و«حماس العراق» في العراق، وقوات الفجر في لبنان.
وشعار جماعة «الإخوان»:
«الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، وطبقًا للمادة 9 في اللائحة الداخلية للجماعة، والمعدلة في 1948، فإن المرشد العام يحتل المرتبة الأولى لدى الجماعة باعتباره رئيسًا لها.
ويرأس المرشد مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى، وينتخب عن طريق مجلس الشورى العام، ويجب أن
يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة أخًا عاملا مدة لا تقل عن 15 سنة هلالية، ولا يقل عمره عن 40
سنة هلالية، وبعد انتخابه يبايعه أعضاء الجماعة وعليه التفرغ تمامًا لمهام منصبه للعمل بالجماعة.
ولا يصح للمرشد المشاركة في أي أعمال أخرى عدا الأعمال العلمية والأدبية بعد موافقة مكتب الإرشاد
عليها، ويظل في منصبه لمدة 6 سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، ويختار نائبا له أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام، وفي حال وفاته أو عجزه عن
تأدية مهامه، يقوم نائبه بعمله إلى أن يجتمع مجلس الشوري العام لانتخاب مرشد جديد.
وكذلك يمكن لمجلس الشوري العام أن ينحي المرشد إذا خالف واجبات منصبه، أما مكتب الإرشاد العام فهو
القيادة التنفيذية العليا لـ«الإخوان المسلمين»، ويتم اختيار أعضائه عن طريق الاقتراع السري، ومدة العضوية فيه محدّدة بـ4 سنوات هجرية.
ويتألف مكتب الإرشاد العالمي من 13 عضوا عدا المرشد العام، فيما يعتبر مجلس الشورى العام أو كما
كان يسمى (الهيئة التأسيسية)، هو السلطة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين، وقراراته ملزمة، ومدة ولايته 4 سنوات هجرية.
وتتضمن مهامه الإشراف العام على الجماعة وانتخاب المرشد العام، وفي ثلاثينيات القرن العشرين، زاد
التفاعل الاجتماعي والسياسي لـ«الإخوان» وأصبحوا في عداد التيارات المؤثرة سياسيًا واجتماعيًا.
وفي 1942، وخلال الحرب العالمية الثانية، عمل «الإخوان» على نشر فكرهم في كل من شرق الأردن
وفلسطين، كما قام الفرع السوري بالانتقال إلى العاصمة دمشق في 1944.
وبعد الحرب العالمية الثانية، شارك «الإخوان» في حرب 1948 بكتائب انطلقت من كل من مصر بقيادة
البطل أحمد عبدالعزيز والصاغ محمود لبيب والشيخ محمد فرغلي وسعيد رمضان، ومن سوريا بقيادة
مصطفي السباعي، ومن الأردن بقيادة عبداللطيف أبوقورة وكامل الشريف، ومن العراق بقيادة محمد محمود الصواف، فضلًا عن فلسطين.
وتم حل الجماعة في 1948، عقب عودة مقاتليها من حرب فلسطين من قبل محمود فهمي النقراشي، رئيس
الوزراء، آنذاك، بتهمة «التحريض والعمل ضد أمن الدولة»، وكانت هذه هي المرة الأولى، التي تم حل الجماعة فيها من قبل السلطات.
ودفع «النقراشي» حياته ثمنًا لـ«حل الإخوان»، وكذلك مؤسسها «البنا»، الذي اغتيل لاحقًا في 12 فبراير
1949، رغم إدانته وتبرؤه من اغتيال «النقراشي» في مقال شهير له بعنوان
: «ليسوا إخوانًا، وليسوا مسلمين»، وكان الذي قام بهذا العمل طالبًا بكلية الطب البيطري في جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، اسمه عبدالمجيد حسن، أحد طلاب
«الإخوان»، الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن.
ويتضمن تاريخ الجماعة عددًا من عمليات الاغتيال السياسية، التي أودت بحياة عدد من الزعماء
والمسؤولين، مثل رئيس الوزراء، أحمد ماهر باشا، ورئيس الوزراء، محمود فهمي النقراشي، والقاضي
أحمد الخازندار، الذي أصدر أحكامًا قضائية على عدد من المتهمين المنتمين لجماعة «الإخوان»، فضلًا عن محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية.
وتسبب حادث المنشية في رفع جمال عبدالناصر راية «حل الإخوان» في مثل هذا اليوم، 29 أكتوبر 1954،
وكانت الجماعة أدرجت في عدة دول تحت مسمى «منظمة إرهابية»، من بين هذه الدول روسيا
الاتحادية، التي أدرجت «الإخوان» في 28 يوليو 2006، ضمن قائمة ضمت 17 منظمة تصنيفها «إرهابية».
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.