كتبت/ريم ناصر
لقد بلغ السيل الزبى في الحديث ما يقارب 3 سنوات بموضوع لا يستحق كل هذه
الجلبة ، ألا وهو حديث الساعة ومحورها ، والذي تنفخ في رماده أبواق بعض
المنظمات والدول المعادية ، قضية طالب الدكتوراه الباحث[ جوليو ريجيني] الإيطالي
الجنسية ، والذي دخل البلاد بتأشيرة سياحية ، وليس بقصد العلم والدراسة والبحث
في مجال تخصصه ، وحتى تاريخ اختفائه 25 يناير 2016 ، وقد تم العثور على جثته وهو يرتدي نصف ملابسه العليا فقط ، بعد أسبوع من
تاريخ الاختفاء في أحدى ضواحي القاهرة [ ويعلم الله ما هي كنيته وتوجهاته ] وبعد التحري والكشف عن شخصيته ، تم ابلاغ السفارة
الإيطالية بالقاهرة لاتخاذ اللازم ، وبناءٍ على ما تقدم استدعت ايطاليا سفيرها بالقاهرة حتى تميط السلطات المصرية اللثام عن ملابسات
الحادث وتقدم مرتكبوه للعدالة .
وقد قامت السلطات المصرية بما يتوجب عليها في هذا الشأن وقدمت كل الدلائل ، ولكن كل ذلك لم يثري فكرهم الدنيء ، ويشفي
حقدهم الدفين ، ولكنها تراجعت في قرارها وأعادت السفير إلى مصر في أغسطس 2018 لمواصلة تداول التحقيقات بين كلاً من
الجانبين الإيطالي والمصري ، وبعد مداولات ومناظرات ومرسلات ورحلات مكوكية لأساطين العدالة في البلدين هنا وهناك على
مدار ال3 سنوات الماضية ، طلبت ايطاليا طلبات مجحفة مستحيلة وغير مسئولة تمس السيادة المصرية ألا وهي:-
أولاً:- سجلات هواتف نحو مليون شخص مصري في ثلاث أماكن هي[ مقر سكن – جوليو ريجيني- نطاق مترو انفاق الدقي-
موقع العثور على جثمانه] وهذا طلب غير دستوري ويعتبر تدخل في شئون دولة ذات سيادة ، كما أشار مساعد النائب العام
المصري ، ورئيس وفد التحقيق الذي أوفد في أحدى الجولات والمداولات الى إيطاليا .
ثانياً:- اتهام إيطاليا للأمن الوطني والاستخبارات المصرية باستهداف المأسوف عليه من قبل 7 اسماء ستضم إلى أوراق التحقيقات
قريباً، متهمة اياهم بتعذيبه وقتلة وهذه افتراءات ومجرد كلام مرسل غير مبني على أدلة وقرائن .
ثالثاً:- اخر شطحات الحكومة الإيطالية بقيامها بتصرف همجي وغير مسئول وأن دل على شيء فإنما ينم عن جهل وغباء
سياسي وعنصرية فجة من قبل رئيس مجلس النواب [روبير توفيكو] بأنه سيقوم بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع مجلس
النواب المصري لحين احراز تقدم في القضية وتقديم أدلة جديدة .
ما كل هذا الصلف والغرور والجرأة والتطاول؟!!!
مع من تتحدثون- تتحاذقون – وعلى من تتجرؤون؟!!!
من الجميل أن تعرف قدرك وحدودك، والأجمل ألا تتعداها، وعظيماً أن تعرف ما لك، والأعظم أن تعرف ما عليك، وبديع أن
تعرض رأيك، والأبداع أن تسمع رأي الآخرين .
من هو [ريجيني] حتى تقوم الدنيا ولا تقعد من اجله في حوار دام لمدة 3 سنوات ولا زال مستمراً، ومن هو
الذي أوحى أليكم وزودكم بكل هذه المعلومات المغلوطة من خلال تصوركم الخاطئ للحدث، وما تم وما وقع،
وما تعرض له .
وإذا كنتم متأكدون بأنكم تعلمون الغيب، وبأن معلوماتكم مؤكدة وصحيحة ، فلماذا لم تمنعوا الجريمة قبل
وقت حدوثها ، وألا فإن هذا [ الريجيني] ليس طالب علم ، ودخل البلاد لأغراض أخرى
فأنتم دولاً شيوعية ، بلا ديانة أو هوية تعيش على تجارة[ السموم البيضاء وتجارة الرقيق الأبيض] الذي دمر دولاً وشباباً .
فمنذ مقتل المدعو[ريجيني] ومسلسل قتل المصريين واختفائهم بالداخل والخارج لا ينتهي وعلى ايدي سفاحين ايطاليين
بتحريض من الحكومة الإيطالية انتقاماً لمقتل المذكور سلفاً
أولاً:- مايو 2016 العثور على جثة الشاب/ محمد باهر صبحي- في العقد الثالث من عمره ملقاة على شريط
القطار بمدينة[ نابولي] الإيطالية وعلى جثته آثار تعذيب وضرب مبرح بمنطقتي الرأس والفك وبمختلف انحاء الجسم .
ثانياً:- مايو 2016 مقتل الشاب/ محمد عطية نجم- 34 عام في مدينة [ميلانو] الإيطالية بعد تلقيه عدة طعنات
نافذة بالصدر والبطن ، ونقل للمستشفى ، ولكنه فارق الحياة ، بدون معرفة اسباب وملابسات الحادث .
ثالثاً:- أغسطس 2017 مقتل المهندس المصري/ طارق الحناوي[ بمرسى علم] في بلدنا [مصر] على يد السائح الإيطالي [ ليوناردو ايفان باسكال ] بعد التعدي عليه بالضرب المبرح ، وذلك على أثر منعه من النزول لمياه الشاطئ بعد المواعيد المحددة ، طبقاً للتعليمات الأمنية المنظمة للقرية السياحية التي كان يقيم بها النزيل
كل هذه القضايا لشباب مصريين شرفاء لقوا حتفهم في سبيل لقمة العيش ، ولم تستوفى قضاياهم ويبت فيها حتى الآن .
والسؤال الجدلي الذي يفرض نفسه ، للسيدة /وزيرة الهجرة .
ماهي الإجراءات القانونية التي اتخذت بشأن قضايا هؤلاء الشباب ، وعن ماذا اسفرت التحقيقات ، وهل دماء المصريين الشرفاء رخيصة لهذا الحد ، حتى لا نطالب بالقصاص العادل ممن ارتكبوا هذه الجرائم ، ومن هي إيطاليا ، وما جدوى علاقتنا بها على كل الأصعدة ومن يكون هذا ال [ريجيني]؟؟؟؟؟!!!!!
الصوت الهادئ أقوى من الصراخ والعويل ، والتواضع يحطم الغرور ، والأدب يهزم الوقاحة ، فحين تصمت الأسود ، تبدأ الببغاوات بالثرثرة، وقدرنا وقدر [مصر] صاحبة ال 7000 سنة حضارة أن تتلقى طعنات الغدر والخيانة ، من أصدقاء الخسة والنذالة .
فمعادن الناس أشكال وأجناس ، منها الرخيص وما سعره الماس ، فلا تشتري الخسيس الدون ، فالدون صديقه وغد ونخاس .
