تمت نبوءة أشعياء القائلة : يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر
فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر حيث
مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة ،وسطح
المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل
لم تكن رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر بالأمر الهين بل جاءت رحلة
شاقة مليئة بالآلام والأتعاب سارت خلالها السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع
ومعها يوسف البار عبر برية قاسية عابرة الصحاري والهضاب والوديان متنقلة
من مكان إلى مكان
وكانت هناك مخاطر كثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضارية التي كانت تهدد حياتهم في البراري وخلال المسير في الصحراء
حيث كانت عادة المسافرين أن يسافروا جماعات لأنه بدون توفير حماية لقافلة منظمة يكون أمل النجاة ضعيفاً
العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى مصر لم تسلك أي من الطرق الثلاثة المعروفة لكنها سلكت طريقاً آخر خاصاً بها
وهذا بديهي لأنها هاربة من شر
الملك هيرودس فلجأت إلى طريق غير الطرق المعروفة قادها الرب وملاكه فيه
وهذا الطريق هو الذي ذكره السنكسار القبطي أخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفليس التي سجلها في ميمره المعروف .
سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة ودخلت مصر عن طريق الناحية
الشمالية من جهة الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدنيتي العريش و بورسعيد
ثم مدينة تل بسطا (بسطة) بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية
غادرت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا (بسطة) متجهة نحو الجنوب حتى وصلت
بلدة مسطرد (المحمة) وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم تقريباً
ومن مسطرد أنتقلت العائلة المقدسة شمالاً نحو الشرق إلى مدينة بلبيس التابع لمحافظة الشرقية
وتبعد عن مدينة القاهرة حوالي 55 كم تقريباً وأستظلت العائلة المقدسة عند شجرة عرفت باسم
“شجرة العذراء مريم” ومرت العائلة المقدسة على بلبيس أيضاً في رجوعها
ومن بلبيس رحلت العائلة المقدسة شمالاً إلى بلدة منية سمن ود – منية جناح من
منية سمنود عبرت العائلة المقدسة نهر النيل إلى مدينة سمنود (جمنوتي – ذبة نشر) داخل الدلتا
وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه أخذت المدينة أسمها بالقبطية وقد أخفى هذا الحجر زمناً طويلاً
خوفاً من سرقته في بعض العصور – وأكتشف هذا الحجر ثانية من حوالي 13 عاماً فقط
وإذا كانت العائلة المقدسة قد سلكت الطريق الطبيعي أثناء سيرها من ناحية سمنود إلى مدينة سخا
فلابد أنها تكون قد مرت على كثير من البلاد التابعة لمحافظة الغربية وكفر الشيخ ويقول البعض أنها عبرت في طريقها في براري بلقاس
ومن مدينة سخا عبرت العائلة المقدسة نهر النيل (فرع رشيد) إلى غرب الدلتا وتحركت جنوباً إلى وادي النطرون (الاسقيط) وقد بارك السيد المسيح وأمه
العذراء هذا المكان
ومن وادي النطرون أرتحلت العائلة المقدسة جنوباً ناحية مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الناحبة الشرقية متجهة ناحية المطرية وعين شمس ومنطقة المطرية وهي بالقرب من عين شمس (هليوبوليس – أون ) وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم
وفي هذا الزمان كانت عين شمس يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى معبد أونياس وفي المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم وأنبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه
ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس الطفل يسوع وصبت الماء على الأرض فنبت
قي تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات البلسم أة البلسان يضيفونه إلى أنواع العطور والأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس
ومن منطقة المطرية وعين شمس سارت العائلة المقدسة متجهة ناحية مصر القديمة وأرتاحت العائلة المقدسة لفترة بالزيتون وهي في طريقها لمصر القديمة
ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة وتعتبر منطقة مصر القديمة من أهم المناطق والمحطات التي حلت بها العائلة المقدسة في رحلتها إلى أرض مصر
ويوجد بها العديد من الكنائس والأديرة وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة
ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أياماً قلائل نظراً لتحطم الأوثان
فأثار ذلك والي الفسطاط فأراد قتل الصبي يسوع وكنيسة القديس
سرجيوس (أبو سرجة) بها الكهف (المغارة) التي لجأا إليها العائلة المقدسة
وتعتبر من أهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة
أرتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهة ناحية الجنوب
حيث
وصلت إلى منطقة المعادي – أحد ضواحي منف – عاصمة مصر القديمة
وقد أقلعت العائلة المقدسة في مركب شراعي بالنيل متجهة نحو الجنوب
(بلاد الصعيد) من البقعة المقام عليها الآن كنيسة السيدة العذراء المعروفة
بالعدوية لآن منها عبرت (عدت) العائلة المقدسة إلى النيل في رحلتها إلى
الصعيد ومنها جاء اسم المعادي وما زال السلم الحجري الذي نزلت عليه
العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجوداً وله مزار يفتح من فناء الكنيسة
ومن الأحداث العجيبة التي حدثت عند هذه الكنيسة أنه في يوم الجمعة 3 برمهات الموافق 12 مارس سنة 1976م وجد الكتاب المقدس مفتوحاً على سفر أشعياء النبي الإصحاح 19 : 25 – : “مبارك شعبي مصر” طافياً على سطح الماء في المنطقة المواجهة للكنيسة من مياه النيل
وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس ( دير الجرنوس ) علي مسافة 10 كم غرب اشنين النصاري ـ مركز مغاغة وبجوار الحائط الغربي لكنيسة السيدة العذراء يوجد بئر عميق يقول التقليد أن العائلة المقدسة شربت منه
مرت العائلة المقدسة علي بقعة تسمي اباي ايسوس ( بيت يسوع ) شرقي البهسنا ومكانه الأن قرية صندفا – بني مزار وقرية البهنسا الحالية تقع علي مسافة 17
كم غرب بني مزار
أرتحلت العائلة المقدسة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتي بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن ديرالسيدة العذراء بجبل الطير ( اكورس ) شرق سمالوط
ويعرف بجبل الطير لأن ألوفاُ من طير البوقيرس تجتمع فيه ويسمي أيضا بجبل الكف حيث يذكر التقيد القبطي أن العائلة المقدسة وهي بجوار الجبل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم فمد الرب يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط فأمتنعت وأنطبعت كفه علي الصخر
وفي الطريق مرت العائلة المقدسة علي شجرة لبخ عالية ( شجرة غار )
علي
مسافة 2كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل والجبل الواصل
من جبل الطير إلي نزلة عبيد إلي كوبري المنيا الجديد
غادرت العائلة المقدسة منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلي
الناحية الغربية واتجهت نحو الاشمونين الثانية وحدثت في هذه البلدة كثير من العجائب وسقطت أوثانها وباركت العائلة المقدسة الأشمونين
أرتحلت العائلة المقدسة من الاشمونين واتجهت جنوبا حوالي 20كم ناحية ديروط الشريف – فيليس
أرتحلت العائلة المقدسة من ديروط الشريف إلي قسقام ( قوست ـ قوصيا ) حيث سقط الصنم معبودهم وتحطم فطردهم أهلها خارج المدينة وأصبحت هذه المدينة خراباُ
هربت العائلة المقدسة من قرية قسقام وأتجهت نحو بلدة مير ( ميره ) ـ تقع علي
بعد 7 كم غرب القوصية وقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة أثناء وجودها بالبلدة وباركهم الرب يسوع والسيدة العذراء
مرت العائلة المقدسة وهي في طريقها من الزيتون إلى مصر القديمة على المنطقة الكائن بها حالياً كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة وكذلك على العزباوية بكلوت بك
هذا فضلا عن تهديد القبائل التي تتجول في البراري وقلق السيدة العذراء على
الطفل يسوع وهو يتعرض للشمس المحرقة وبرد الليل ولكل تقلبات الجو
و خشية نفاذ الطعام والماء
يقع هذا الدير في سفح الجبل الغربي المعروف بجبل قسقام نسبة إلي المدينة التي خربت ويبعد نحو 12 كم غرب بلدة القوصية التابعة لمحافظة أسيوط علي بعد 327 كم جنوبي القاهرة
مكثت العائلة المقدسة نحو حوالي ستة أشهر وعشرة أيام في المغارة التي أصبحت فيما بعد هيكلا لكنيسة السيدة العذراء الأثرية في الجهة الغربية من الدير ومذبح هذه الكنية حجر كبير كان يجلس علية السيد المسيح
وفي هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف الشيخ في حلم قائلا :” قم وخذ الصبي وأمة واذهب إلي أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي ” – مت
ثم وصلوا إلي مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلي سيناء ففلسطين حيث يسكن القديس يوسف والعائلة المقدسة في قرية الناصرة بالجليل
وهكذا أنتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعوا
فيها مسافة أكثر من ألفي كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة السفن أحيانا في النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا علي الأقدام محتملين تعب المشي وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان فكانت رحلة شاقة بكل معني الكلمة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا
مبارك شعبي مصر
اشيعاء 19 : 25
أفرحي وتهللي يا مصر ويا أهل مصر وبنيها وكل تخومها فانه قد أتي إليك محب البشر الكائن قبل الدهور اليوم الرابع والعشرون من شهر بشنس (1يونيو) في هذا اليوم تحتفل الكنيسة القبطية بعيد دخول السيد المسيح إلي أرض مصر
وفي طريق العودة سلكوا طريقا آخر أنحرف بهم إلي الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط ( المعروف بجبل درنكة) وباركته العائلة المقدسة حيث بني دير باسم السيدة العذراء يقع علي مسافة 8كم جنوب غرب أسيوط