العاصمة

رؤية سياسية حول قضايا الاغتيالات والهجمات الارهابية في تونس 

0

 

متابعة علاء حمدي

بقلم د : ليلي الهمامي

 

قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد والشهيد الابراهمي والهجمات الارهابية المروعة التي تعرضت لها تونس هي من القضايا التي تحتاج الحسم.

 

معرفة الحقيقة بالنسبة لعموم التونسيين والتونسيات مسالة مقدسة. ولكي نتقدم علينا ان نعلم من أذنب بهذا الشكل وبهذا المقدار الفظيع، لكن المسالة تلقي بظلالها على المشهد السياسي في جميع ابعاده.

اليوم وقبل اي وقت مضى آن الأوان لحسم هذه القضايا وذلك لأمرين:

 

الاول ان العملية الارهابية الكبرى وعملية الاغتيال تمت تحت حكم النهضة بطريقة او باخرى -خاصة خلال الطور الاول لما بعد 14 جانفي- تتحمل النهضه ادبيا واخلاقيا وسياسيا ما يحصل في البلاد.

 

ثانيا ان الراي العام والطبقة السياسية في قطاع واسع منهما يوجّه اصبع الاتهام إلى النهضة باعتبارها قائدا لمكونات حركة اسلامية متفرعة… لا يخفى على احد لقاء راشد الغنوشي برموز السلفية ونذكّر هنا بذلك الفيديو الشهير المسرب حيث يظهر بوضوح الغنوشي في علاقة فعلا بالعناصر التي تبين فيما بعد انها ارهابية والتي تمركزت في الجبال، حين قال في الفيديو المعني بانهم “كانوا في الشعانبي يمارسون الرياضة وأنهم يذكرونه بشبابه” … ثم اضاف “او انهم في حميه صحيه لاذابه الكولسترول”.

 

طبعا واكيد كل هذا يؤخذ بعين الاعتبار لكن الحكم الصادر البارحة في جزء من قضية الاغتيال او في جزء من قضية الارهاب هو حكم لا يورط النهضة بصفه مباشرة بما أن العناصر التي اصدر في حقها القضاء احكاما ابتدائية فجر اليوم تنتمي الى انصار الشريعة وبناء عليه لم تسجل النهضة في محاكمة اليوم اي خسائر في المعنى التنظيمي والقضائي وخرجت منتصرة.

 

بعيدا عن التهويمات السياسية، اعتقد ان النهضة الان بصدد الحد من الخسائر… أما الملفات الكبرى التي ارادت من خلالها قوى اليسار خاصة كسب مساحات على حساب النهضة هي ملفات مرتبطة عضويا بالربيع العربي، وعليه فإنه على الاقل ومن باب الانسجام مع الذات، ينبغي على مختلف القوى السياسية ان تحدد موقفها مما حصل في تونس في سياق ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي.

 

واكيد أن القوى المشكلة للمعارضة الراديكالية مطالبة هي ايضا بتفسير ما حصل من اعمال ارهابية ومن تصفية… لحد الان نرى ان عديد القوى تجتمع حول النهضة من اجل الديمقراطية، لكن الحركة تلاحقها شبهات عنف وارهاب من عهود،،، ولا تزال. لذلك فإن مستقبل الساحة السياسية في هذا الظرف مستقبل مرشح لتحولات نوعية، ساعود على هذا الموضوع في قراءة قادمة.

اترك رد

آخر الأخبار