خمسة سياحة
إيمان العادلى
تقع مدينة إدفو شمال أسوان وجنوب الأقصر
وسميت إدفو بهذا الاسم بدءا من العصور الفرعونية وكان “إدبو” أو “دبو” بينما الاسم الحالي مأخوذ من التسمية القبطية “إتبو”.
وترجع أهمية إدفو لكونها بيت الإله حور في الجنوب، وكانت عاصمة الإقليم الثانى من أقاليم مصر العليا، واكتشف بها جبانات من عصر الدولة القديمة، وبها شيد معبد إدفو في العصر البطلمى للإله حورس عام 237 ق . م.
ودعاها المصريون القدماء جب، وسماها الإغريق والرومان أبولينوبوليس ماغنا أى مدينة أبولو الكبرى.
وجعلت إدفو تحت حماية الإله الصقر حورس ملك المدينة التى كانت تدعى هديث أيضا، وتحقق للباحثين أن هذا الإله يرجع فى أصله إلى هذه المنطقة، وجعله البطالمة الذين حكموا مصر بعد الإسكندر موازيًا لأبولو، وكشفت التنقيبات عن بقايا سور كان يحمي المدينة من الغارات في فجر تاريخها، وظلت إِدفو محتفظة بأهميتها قرونًا بوصفها إِحدى المدن المهمة في مصر العليا ودخلت في صراع مع إمارات المدن المجاورة وأبرزها طيبة وكوبتوس قفط فى المرحلة الانتقالية الأولى بعد انهيار الدولة القديمة.
واحتفظت بأهميتها زمنًا طويلًا إِلى عهد الدولة الحديثة عندما بني فيها فى أواسط الألف الثانى ق.م معبد كبير للإله حورس حامى المدينة مما رفع مكانتها الدينية والتجارية، وعثر المنقبون فى آثار إدفو على كسرات من الفخار الموكيني (المسيني)، ما يثبت قيام علاقات مع العالم الإِيجي.
أدت التنقيبات التى أُجريت فى أواخر القرن التاسع عشر بإدارة مارييت الفرنسي الذي كان يدير مصلحة الآثار المصرية والتنقيبات التي قامت بها بعد ذلك بعثة فرنسية بين عامي 1921 و 1939, ثم بعثة فرنسية – بولونية مشتركة, إِلى كشف كثير من أسرار العصور الإِغريقية – الرومانية – البيزنطية في هذا الموقع ، وإِلى هذه العصور يعود معبد إِدفو الكبير, وهو أهم آبدة أثرية في إِدفو وأهم آثار حضارة مصر القديمة مقاومة للزمن.
وتعد إدفو أكبر مدينة بمحافظة أسوان، وترتبط المدينة بطرق برية بالعديد من مدن وادى النيل، كما ترتبط بمدينة مرسى علم بطريق برى ما يزيد من نشاطها التجارى، والمدينة تقع فى أغلبها على ضفة النيل الغربية تحيطها قرى كثيرة شرق وغرب النيل، مشهور عن أهل إدفو الفقه، والمدينة من المدن التى تكثر فيها خامات الفوسفات التى تستخدم فى صناعة الأسمدة بمصنع كيما، ويبلغ عدد سكانها 150,000 نسمة يعملون غالبًا بالتجارة.
وكانت إِدفو واحدة من أغنى مدن الصعيد فهي بموقعها على النيل حارسة لبوابة حصن فيلة وتتصل بكوبتوس (قِفط) وطيبة اللتين تقعان على طريق القوافل التي كانت تقطع الصحراء العربية شرق وادي النيل وهي متجهة إِلى الموقع الذي بني عنده ميناء برنيقة Berenice في القرن الثالث ق.م على البحر الأحمر عند رأس باناس زمن الملك بطليموس الثانى.
وتعود هذه الطريق التجارية التقليدية إِلى الألف الثالث قبل الميلاد عندما كانت قوافل مصر تتوجه منها إِلى بلاد بونت الغنية الواقعة على باب المندب ومنها إِلى الشواطئ الجنوبية لشبه جزيرة العرب وإلى الصومال والقرن الإِفريقى.