■ هل تعلم أن جميع العلوم العسكرية والاستراتيجية في كل المدارس العلمية
العسكرية الشرقية أو الغربية قد اجمعت على استحالة مجرد البدء في الحرب من
الجانب المصري بواسطة أسلحة قديمة دفاعية في ظل التفوق الكاسح كماً وكيفا
لصالح الإسرائيليين ؟… وقد أدى ذلك الى تحقق كلمة السادات العبقرية الذى اختصر
كل هذا في جملة من أربع كلمات …. ” لقد رأوا … و لم يعوا ” ….
• ليتم بعد ذلك اعادة كتابة العلم العسكرى
والاستراتيجي في العالم أجمع مرة أخرى إستنادا لما فعله المصريين.
.
✪ فمثلا :
◆ كيف استطعنا استيراد معدات العبور من الكباري المحمولة ثم نقلها الى الجبهة
دون علم العدو ..؟؟؟
● وكان الجواب هو باستيراد ضعف الكمية
المطلوبة وتركها في ميناء الاسكندرية ملقاة باهمال ليومين كاملين بالقرب من
عربات شركة مقاولات وأساسات تقوم بنقل مهمات مدنية ، وبعد يومين تقوم
سيارات الجبش بنقل الكمية الزائدة فقط الى ضاحية حلوان وتغطيتها بشباك
التمويه ، في حين نقلت عربات شركة المقاولات الكمية اللازمة للعبور إلى
مواقعها بالجبهة ..
◆ الأسلحة الناقصة من ذخيرة المدفعية وذخائر الأر بي جي و صواريخ سكود و
صواريخ القاذفات ..كيف نستوردها دون علم اسرائيل والغرب المسيطرين
والمطلعين على كل دبة نملة في أسواق السلاح العالمية
● وجاء الجواب .. فبالنسبة لذخيرة المدفعية تم اخذها من الجيش الجزائري
بعد إفتعال مناورة بين مصر والجزائر على الأراضي المصرية ، وقامت الجزائر بشراء
الذخائر لحسابها ، وبعد المناورة رحلت القوات الجزائرية تاركة تلك الذخائر في
مصر، وتم ذلك بالطبع بتعاون استخباراتي خاص مع مصر .
● أما صواريخ سكود ، فقد تم نقلها من روسيا بتعاون خاص مع الكي جي بي
وبدون علم أطقم السفن من الروس أنفسهم بما تحويه مخازنهم سوى أنها
بعض المهمات الإدارية المدنية .
◆ وبالنسبة لقنابل الطائرات ؟
● تم تصنيع القنبلة الفسفورية محليا في مصانع القوات المسلحة وبتعتيم خاص
على المشروع من قبل جهاز المخابرات الحربية والأمن الحربي المصري
◆ وبالنسبة للمضخات الألمانية العملاقة التي تم استخدامها في فتح الثغرات
بالساتر الترابي
● تم شراؤها عن طريق ليبيا باتفاق خاص
مع العقيد معمر القذافي ، وبعد وصولها
للأراضي الليبية ، تولى ابن عمه أحمد قذاف الدم نقلها إلى مصر في شاحنات
نقل الخضروات التابعة لشركته
( تم انشاء هذه الشركة خصيصا لهذا الغرض) والتي كانت تذهب إلى ليبيا
بالخضروات والفاكهة المصرية وتعود محملة بالمضخات والخراطيم اللازمة للعبور.
.
◆ خطة إخلاء المستشفيات الحكومية لاستقبال الجرحى ومصابي الحرب.
.
● حين اقترب موعد حرب أكتوبر عام 1973 ، كان من ضمن التجهيزات
المطلوبة للحرب ضرورة إيجاد وتوفير أماكن كثيرة في مستشفيات
وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية بالقاهرة والمدن القريبة منها لاستقبال
جرحى الحرب ، ففي تلك الأيام لم تكن مستشفيات القوات المسلحة بهذا العدد
وبتلك الحالة من الجهوزية التي نعرفها الآن… ولــكـــــــن..
كان مجرد إتخاذ تلك الخطوة كفيلاً بأن يلفت نظر العدو وعيونه المتناثرة بيننا..
وإذا عرف العدو أننا نستعد للقتال سنكون قد فقدنا أهم جزء في الحرب،، ألا وهو
…عنصر المفاجأة ..
•• فماذا كان الحل ….؟؟!!!
هنا اعتمد الرجال على طريقة مبتكرة ، وهي أن تدع عدوك يرى كل شيء ولكن
دون أن يفهم أي شيء..
● فتم تكليف أحد الأطباء المجندين
( وكان برتبة ضابط احتياط بادارة الخدمات الطبية ) بعد التحري عنه جيدا
بأن يعاد لعمله الأساسي في مستشفى الدمرداش ( بعد ترويج أنه قد أعفي من
الخدمة بسبب عدم لياقته) ، وبعد أسبوعين من عودته لعمله أعلن هذا
الطبيب أنه قد أكتشف وجود بكتيريا الغرغرينا الغازية في غرفة عمليات
بمستشفى الدمرداش.. وأرسلت عينة (
بعد تلفيقها طبعا ) لمعامل الوزارة والتي أكدت نتيجة العينة.. ولمن لا يعرف ،
فوجود مثل هذا الميكروب الخطير و شديد العدوى في أي مستشفى يستدعي
فورا إغلاق المستشفى لمدة تتراوح بين أسبوعين وشهر لتعقيمها بشكل كامل
… وبالتالي تم اتخاذ قرار باغلاق المستشفى فورا لتعقيمها ، وتم إخراج
جميع المرضى منها.. وخرجت الصحف المصرية التي تحب الفضائح بتلك
المعلومة مع تساؤلات عما اذا كان هناك تلوث في مستشفيات أخرى ؟.. فتم
الكشف على كل المستشفيات وتوالت الاكتشافات في العديد من المستشفيات
لتأتي النتائج بأن هناك 12 مستشفى أخرى ملوثة .. وقامت الدنيا ولم تقعد ..
و صبت الصحافة المصرية جام غضبها على وزير الصحة وعلى قيادات المنظومة
الطبية بالدولة .. وتم تقديم عدة أستجوابات ضدهم في مجلس الشعب ،
وطالب الكثيرون باقالة الوزير.. رغم أن الأمر لم يكن سوى محض خدعة لم يكن
أحد من قيادات وزارة الصحة (باستثناء الوزير فقط ) يعلم عنها شيئا..
● وبالطبع وصلت الضجة لاسرائيل ، وأخذت الصحف هناك تتهكم على المستوى
الطبي المتردي في مصر والمنظومة الطبية البدائية و المنهارة …. لقد ابتلع العدو
الطعم جيدا..
• وتحت سمع وبصر اسرائيل والعالم كله ، ووسط أجواء تبدو فضائحية ، تم إخلاء
أغلب مستشفيات القاهرة من نزلائها المرضى بحجة تعقيمها.. بينما كانت
حقيقة الأمر أن الدولة تستعد لأستقبال جرحى الحرب عندما تحين ساعة الصفر .
. وجدير بالذكر أن التقارير كانت كلها من صنع جهاز المخابرات العامة المصرية .
.
◆ معدات الاضاءة ومصابيح اليد الكهربية .. مع المعارك وانتشار الاظلام الاجباري
كان يجب تواجد مصابيح يد ( كشافات ) مع كل جندي وضابط ، وكان السؤال:
كيف نستورد كل هذا العدد الهائل من المصابيح دون أن نلفت نظر العدو لها
..؟؟؟ .. فلو أستوردناها بشكل رسمي ومعلن فسيعلم العدو نيتنا ويكتشف ه
● الحل.. التقى أحد المهربين بشاب أعرابي على دراية تامة بطرق الصحراء
وتم الاتفاق مع الأعرابي على تهريب كمية من قطع غيار السيارات ، ونجحت العملية
، مما دفعه لعقد صفقة أخرى اتفقوا فيها على تهريب شحنة ضخمة من المصابيح
اليدوية بدعوى حاجة السوق المصري لها نظرا لتكرار انقطاع التيار الكهربائي،
وعلى الرغم من الحرص الرهيب بينهم ، فقد كشفت الشرطة العملية وقامت
بمصادرة الشحنة ، ولكن المهرب تمكن من الهرب في ظروف غامضة ، بينما تم القبض
على الأعرابي ، وإمعانا في التمويه قامت الحكومة بطرح شحنة المصابيح في
المحلات والمجمعات الاستهلاكية ، لكن مالم يعرفه أحد وقتها أن هذا المهرب لم
يكن سوى أحد رجال المخابرات العامة في احدى أهم عمليات هذا الجهاز العظيم ،
وقصة هذا الضابط معروفة ..
.
◆ المواد التموينية .. كيف يمكننا استيراد كميات إضافية من المواد التموينية
الأساسية دون أن يلفت ذلك نظر العدو ؟
● وكانت الخدعة هي اشاعة أن أمطار
الشتاء قد غمرت صوامع القمح بما جعل مخزون القمح لدينا يصاب بالفطريات ،
وتم الاعلان عن هذا في الصحف بكثافة، كما تم الإعلان عن أن الحكومة ستعدم
كل المخزون المصاب من القمح ، فكان من الطبيعي أن تلجأ مصر لاستيراد شحنات
أضافية من القمح بديلا عن القمح المصاب والذي تم إعدامه ( ظاهريا) …
● وبالنسبة لباقي الأصناف من المواد التموينية الأساسية
(سكر- زيت – بقوليات – صابون ..إلخ ) فقد تم تسريب أخبار متتالية بالصحف عن
حرائق كبرى في مخازن المجمعات التموينية ، و تم إفتعال حرائق وهمية و
ونشرها في الصحف ، فكان ذلك مبررا كافيا لاستيراد كميات أخرى بديلة دون
إثارة أية شكوك.
.
◆ كيف تم إغلاق مضيق باب المندب والسيطرة عليه بواسطة سفر قطع بحرية م
إلى هناك دون أن يثير ذلك ريبة العدو ؟
● تم نشر خبر صغير في شهر سبتمبر عام 1973، عن توجه ثلاث قطع بحرية
مصرية إلي أحد الموانئ الباكستانية لإجراء العمرات وأعمال الصيانة الدورية
لها، وبالفعل تحركت القطع الثلاث إلى ميناء عدن وهناك أمضت أسبوعاً ،
ثم صدر لهم الأمر بالتوجه إلي أحد الموانئ الصومالية في زيارة رسمية
استغرقت أسبوعاً آخر لزيارة بعض الموانئ الصومالية، ثم عادت القطع الثلاث من
جديد إلي عدن وهناك جاءتهم الإشارة الكودية في مساء الخامس من أكتوبر
1973 بالتوجه إلى مواقع محددة لها عند مضيق باب المندب في سرية تامة عند
نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر رادارياً وتفتيشها، و
السفن الإسرائيلية من عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.
.
◆ الدبابات .. كيف يمكننا نقل الدبابات الى الخطوط الأمامية من الجبهة بدون علم
العدو أو اثارة شكوكه..؟؟؟
● الجواب .. تم نقل الورش الرئيسية لإصلاح المركبات الى الخطوط الأمامية
للجبهة ، واصطفت قوافل الدبابات في طوابير طويلة علنا بحجة اصابتها بأعطال
، وكأنها ذاهبة للورشة للإصلاح ، مع اختيار اوقات العبور في غير ميعاد مرور القمر ا
فوق المناطق التي تمر منها الدبابات .. كذلك المناورات المتتالية و خطة الدبابات
الخشبية التي فوجئ اليهود بالدبابات الحقيقة بها ..
.
◆ وبمناسبة الأقمار الصناعية ، فقد تم نقل جميع معدات العبور والذخائر و المهمات
التعبوية تحت سمع وبصر عشرات الأقمار الصناعية بخطه خداع غاية في التعقيد و
العبقرية …. حيث تم النجاح في أعقد المهمات المخابراتية على الاطلاق لاحضار
مسارات جميع الأقمار الصناعية سواء السوفيتية أو الأمريكية أو الغربية من
عقر دارهم ، ثم حساب سرعتها ومساراتها وتوقيتات مرورها فوق الأراضي المصرية
لحساب توقيت ومكان النقاط العمياء بدقة شديدة ، والتي تم تطبيقها على خرائط
الجبهة بالكامل ، فكان يتم نقل المهمات حسب مسارات وطرق وتوقيتات شديدة
الدقة وتقاس بالدقيقه والثانية …..و بلغت دقة الاحداثيات على الأرض انها كانت
تحسب بالمتر والسنتيميتر ولمدة أسابيع بطول الجبهة وعرضها.
● ونجح الجيش المصري في تنفيذ خطته ، فكانت السيارات تنقل المهمات في
مسارات وتوقيتات عدم مرور الأقمار الصناعية … و تعود بحمولات هيكلية
في نفس وقت مرور الأقمار … ليتم تصوير المشهد بأن الجيش المصري
يسحب مهماته من الجبهة وليس العكس … مع أن العكس هو الصحيح …
و كل تلك الحسابات المعقدة من رسم الخرائط ووضع الإحداثيات بتوقيتاتها ع
الخرائط و مطابقتها على الارض قد تمت في ظل عدم وجود حواسب الكترونية أو
نظام GPS و لكن بالقلم الرصاص ومسطرة حرف الـ T ومنظار المساحة البدائي على الأرض.
.
✪ وهكذا تم كل شيء في العلن وتحت سمع و بصر العدو، لتتحقق الاستراتيجية
الخالدة..
“دع عدوك يرى ويسمع كل شيء ، ولكن دون أن يفهم أي شيء”.