كتب لزهر دخان
كما سبق لي وأشرتُ ضيفتي و صديقتي هي واحدة من بين أجمل وأنبل أصدقائي من
الصنف الأدبي . الذين أفادتني تجربة التعايش معهم كثيراً . وكنت قد وعدتكم في الحلقة الماضية بنشر جزء أخر من حِواري مَعها .
وهذه المرة لم أسألها كثيراً . وتركت لها مهمة كتابة شيء ما عن مشوار نجاحها . كي ننشره ويَستفيد منه جمهورها . وكذلك أرفقت مع
حديثها قصيدة \اِسْتَجَبْتُ لِنِدَائِهِ \من روائعها .
تقول السيدة فوزية: “بعدما رأيت نور الإبداع يسري في عروقي ، إتخذت القراءة مورد
عطشي للتنقيب. في أمهات الكتب والإفصاح عن حبي الكبير للغة العربية . فنهجت مسلك الصالحين وصرت أنكب بكل حنون على طرز
القصيدة . بكل ما يشمله المعنى . قصائد غزل ورثاء مدح ، عن الأن عن المجتمع عن القضايا التي نعيشها .كنتُ أحس بإندفاع كبير نحو
الكتابة . أصبحتُ أحْضر الأمسيات الثقافية والملتقيات . حتى أقارن بيني وبين شعراء وشاعرات لهم وزن ثقيل في المجتمع . لأثبث
وجودي في القصيدة الحرة. ولأحتك بالمجتمع المثقف أكثر. وكما يقال خذ الحِكمة من أفواه العلماء. أنا أومن بالتعليم والتعلم ، في كل
أطوار الحياة وأعمارها. ” وأن تبحث عن نفسك بنفسك ولا تنتظرها” فهي لن تأتي لوحدها كالعروس يوم فرح زفافها .
الحمد لله وجدت قبولاً كبيراً وإستحسانا من طرف رؤساء الجمعيات، وأمطروني بدعوات الحضور وكانت كالندى العطر. أصبحت عضوة
في العديد من الجمعيات ، مثلاً رئيس إعلام وتكنولوجيا لإتحاد المرأة الإفريقية في مصر. عضو في جمعية الرقراق للثقافة والمجتمع
بمدينة سلا المغرب. رئيسة رابطة كاتبات المغرب بفرع مولاي يعقوب بفاس . بعدما كنت أكتب لنفسي وأركن في مكتبتي. كنتُ أسال دائماً عن طريقة الحُضور والتعرف على
مواقيت الأمسيات . فكان أول حضور لي بمدينة سلا المغربية من طرف شاعر أكن له كل الإحترام والتقدير ، وأتمنى له الشفاء العاجل وهوالشاعر الغنائي لحسن بوعاد “من لايشكر
الناس لايشكر الله” فكانت أول قصيدة على المنبر وميكرفون الثقافة “أحمل صرة” وتعالج القضية العربية . “
“القصيدة لقت تصفيقاً كثيراً وقبولاً من طرف الحضور .أشكرهم من كل القلب . وكان التشجيع سيد الموقف. إنطلقت كالريح لأحقق
ديوان “بداية حُلم ” الثمرة الأولى والمولود البكر الذي رُزِقـْتُ بهِ.”
اِسْتَجَبْتُ لِنِدَائِهِ
حين إمتزجت الألوان
بداخلي…
وإنصهر واقعي بخيالي
صور شعرية كمرآة
عكست نماذج
من أحداث عشتها
أعيشها بمقاييس
من زمن قيد امرأة
كإسورة حديد
أحكم إغلاقها على معصميّ
ثرثرة أفسدت راحتي
أرقت نومي
رمتني في سراديب
من الحكايات والقضايا
هو الإلهام الذي سكنني
بغير إذن من فكري
عصارة حقبة من تاريخ
ميلادي البعيد…
في أحد أزقة فاس القديمة
لبست ثوب البياض
ودمية بشرائط تتمرجح بضفائر صوف على ركبتيّ
قلمي زادي الذي أغمض
رموشي بين أخضانه
وورقتي تضاجع روحي
قلت استجبت لندائه
في كل أوقاتي
في كل آهاتي
ابتساماتي
حتى في ساعة استراحاتي
سفري …مدني
حلقة خط مغلق
تراودني عن نفسها
فأنصهر كالحديد مع النار
وأستجيب لقدري
هو الإبداع والإهام
لا أعرف شوارعه
أضيقة أم على مصرعيها
فأنا بلا مجادف في
شواطئه حتى النواجد غارقة