كتب د فوزي الحبال
الحكاية والمقال ( 5 )
قام وزير الخارجية سامح شكري بجوله عربية وأوروبية لجمع تأييد دولي ضد الموقف
الإثيوبي المتصلب في أزمة سد النهضة .
كثفت القاهرة تحركاتها الدبلوماسية لحشد
تأييد عربي اوربي لموقفها في المعركة السياسية والإعلامية ، التي قررت أن تخوضها
ضد إثيوبيا، دفاعاً عن حقوقها المائية المهددة بسد النهضة ، فبدأ وزير الخارجية سامح
شكري جولة تشمل سبع عواصم عربية ، كما أبدت مصر استعدادها لرأب الصدع مع
السودان بشأن نفس الملف ، واتهمت مصر أديس أبابا بتوجيه إهانة غير مقبولة للجامعة العربية .
أن مصر رفضت البيان الاثيوبي واتصفته بعدم اللياقة وافتقد للدبلوماسية ، وعدم الالتزام
بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق ، وعدم الإقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها
الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية ، و الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها
كمستفيد أوحد من خيراته ، وقد تجلى ذلك في إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل
منفرد في شهر يوليو 2020 دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب ، في محاولة منها لجعل مسار المفاوضات رهينة لاعتبارات
سياسية داخلية ، وهو ما يمثل خرقا ماديا لاتفاق إعلان المبادئ ، ويثبت بما لا يدع مجالا
للشك سوء نية إثيوبيا وافتقادها للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة .
وقال ابي أحمد أحيي قيادة وأعضاء قوات الدفاع الوطني على حبهم للوطن والتزامهم
ببذل كل النفيس والغالي في سبيل الوطن ، و اعزز ثقتي في قواتنا الوطنية .
ودعا أحمد الإثيوبيين إلى الوحدة لإنهاء مشروع سد النهضة، قائلا إن شجاعة الشعوب
الإثيوبية تتمثل في إكمال سد النهضة الكبير ، وجعل إثيوبيا أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في أفريقيا .
وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ، إن مشروع سد النهضة خط أحمر لن نقبل تجاوزه ،
باعتبار أن ذلك مسألة سيادة ، و إن البلاد تتمتع بالحقوق الكاملة في تنمية مواردها دون
إلحاق ضرر كبير بالبلدان الواقعة أسفل النهر .
انطلقت اديس ابابا في مسار معاكس لإحباط التحرك المصري على الصعيد الأوروبي، إذ
بدأت في إرسال وفود رفيعة المستوى إلى دول أوروبية وإفريقية لإطلاع قادتها على
موقف أديس أبابا بشأن مفاوضات سد النهضة .
دعا الرئيس الأوغندي إلى عقد قمة عاجلة لدول حوض النيل لمناقشة قضايا المياه ،
وأعرب تقدير بلاده لكل الجهود الساعية لضمان الاستخدام العادل والمستدام لنهر النيل .
وتسعى مصر إلى الاستعانة بالمجتمع الدولي بعد انهيار مفاوضات واشنطن نهاية فبراير الماضي ، والتي انسحبت منها إثيوبيا فعليا
قبل التوقيع على اتفاق نهائي حول تشغيل وملء سد النهضة .
وفي نهاية الجوله قام شكري بزيارة بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي وفرنسا ، من أجل
دعوة أوروبا للضغط على أديس أبابا .
وللحكاية باقية…… ( 5 )