طارق سالم
شم النسيم هو أحد المناسبات التي يُحتفل فيها في مصر في فصل الربيع حيث يعتبر عطلة رسمية وهو اليوم التالي من رأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد .
تعود بداية الاحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقارب خمسة آلاف عام وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة وما زال الشعب المصري يحتفل به حتى يومنا هذا ويعتقد أن هذا الاحتفال كان شائعاً في مدينة هليوبوليس وسمي بهذا الاسم تبعاً للكلمة الفرعونية شمو وهي كلمة مصرية وترمز إلى بعث الحياة حيث كانوا يعتقدون أنه بداية خلق العالم ثم أضيفت كلمة النسيم إليه لأنه يأتي في فصل اعتدال الجو وكان قدماء المصريين يحتفلون فيه في احتمال رسمي وكبير عرف بالانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه النهار والليل، فكانوا يجتمعون فيه أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشاهدوا غروب الشمس حيث كان يميل الغروب بشكلٍ تدريجي مقترباً من قمة الهرم فيبدو للناظرين كأنه يجلس فوق قمة الهرم وفي هذه اللحظة يحدث أمر عجيب حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدو واجهة الهرم كأنها انشطرت إلى قسمين.
عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة ثم نقله عنهم بنو إسرائيل ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك وصار في العصر الحاضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم.
كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.
ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات وكانوا يعتقدون كما ورد في كتابهم المقدس عندهم أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بدء خلق العالم.
وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم (عيد شموش) أي بعث الحياة وحرِّف الاسم على مر الزمن وخاصة في العصر القبطي إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.
يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة (أون) وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.
كان الفراعنة يحتفلون بعيد شم النسيم إذ يبدأ ليلته الأولى أو ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.
• من مظاهر الاحتفال به:
يخرج المحتفلون بعيد شم النسيم جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنـزهات ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها وكانوا يحملون معهم أدوات لعبهم ومعدات لهوهم وآلات موسيقاهم فتتزين الفتيات بعقود الياسمين (زهر الربيع) ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور فتقام حفلات الرقص الزوجي والجماعي على أنغام الناي والمزمار والقيثار ودقات الدفوف تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية.
كما أن الاحتفال بالعيد يمتد بعد عودتهم من المزارع والمتنـزهات والأنهار إلى المدينة ليستمر حتى شروق الشمس سواء في المساكن حيث تقام حفلات الاستقبال وتبادل التهنئة أو في الأحياء والميادين والأماكن العامة حيث تقام حفلات الترفيه والندوات الشعبية.
• أطعمة هذا العيد:
كان لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، والطابع المميز له والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر.
وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: (البيض-والفسيخ-والبصل-والخس-والملانة)