بكين تكرر تكذيب وشنطن كي لا يستيقض العملاق النائم وقد صار عبداً لها
كتب لزهر دخان
الصين: ليس لدينا أي نية للمشاركة في ما يسمى بالمفاوضات الصينية الأميركية الروسية الثلاثية لضبط الأسلحة
لا تنوي بكين أن تكون هي عاصمة الصين الذي ركع لواشطن . التي سعت على مدار عقود إلى جعل العملاق النائم يستيقض فجأة ويجد نفسه قد صار عبدا ذليلا للولايات المتحدة الأمريكية. التي لا تزال تعرض عليه الكثير من الأفكار الهدامة . وأبرزها نزع السلاح النووي والتنازل عن ريادة العالم إقتصاديا والتنازل عن سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي . وهناك أفكار أخرى يعتبر الصين من يوافق عنها في مثابت الخائن للقضية والأمانة . وأخر هذه الأفكار هو ما أقرته ميزانية الدفاع للعام 2020 التي وضعها البانتغون . وخصص بعض من أموالها الطائلة لدعم تايوان وهنكونغ ومساعدتهما على الإنفصال عن الصين .
يشهد هذا الأربعاء 22 يناير 2020 م على أن للصين لا أخرى يقولها لآمريكا . وهذه المرة يرفض المشاركة في محادثات ثلاثية بشأن خفض الأسلحة النووية . ويأتي هذا الرد الصيني لريدع أفكار أمريكا بعد تفريخها ومحاولة توزيع لحمها على مئات ملايين الصينين . فربما يسيل لعابهم ويضعون أيديهم في يد أمريكا طمعا في المزيد . ولكنهم رفضوا توجيه واشنطن دعوة لهم للإنضمام إلى محادثات بهذا الصدد ستجرى في موسكو.
ولم تتوقف “لا” الصينية عند معنى الرفض . وكتبتها الدبلوماسية الصينية بصيغة الإشتباه في تصرفات العدو . الذي إتهمته بإستخدام المشاركة الصينية لتكون مبررا وذريعة للتهرب من مسؤولياتها في نزع الأسلحة النووية .
ويقول المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن الولايات المتحدة يجب أن تعرف أن الصين ليس لديها أي نية للمشاركة في ما يسمى بالمفاوضات الصينية الأميركية الروسية الثلاثية لضبط الأسلحة .
ويرى الصينيون أن الأزمة أزمة أمريكية . ويلويحون بأنهم يفهمون ما مدى تورط الولايات المتحدة في حيازة سلاح ذو حدين . وأشار المتحدث نفسه إلى أنه عليهم ،أي أمريكا البلد الذي يمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم وأكثرها تطورا . عليه أن يتحمل بشكل جدي مسؤولياته الخاصة بنزع الأسلحة النووية . وليس الصين بمفردها . فالعالم كله يفهم أن جميع أنواع السلاح في متناول الأمركيين في بلادهم . وأن أمريكا عرضة للأخطار الداخلية كالتمرد العسكري والحروب الأهلية. وفي حالة ما تعارك فرقتان من الأمركيين داخل أمريكا بأي نوع من الأسحلة الفتاكة ستهلك أمريكا برمتها . لهذا هي تسعى مجتهدة إلى نزع السلاح النووي دوليا . ومن جميع العالم بما فيه أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وعندما يتمكن أبناء العم السام من تحقيق هذا الحلم ، سيكون غالبيتهم قد حقق حُلمه في العيش بسلام . أما الأخرون من الأمركيين غير المسالمون . فقد تمسكوا بحقهم في حيازة السلاح . وأكبر دليل على إختيارهم لهذا الحل ، تواجدهم يوم أمس 21/01/2020في مظاهرة شارك فيها عشرات الألاف حاملين أسلتهم المرخصة . وقد إجتمعوا بجوار برلمان ولاية نيوجرسي . مطاليبين بعدم سحب أسلحتهم المرخصة منهم بموجب قانون سيُسن حديثا.
وفي ملف الإحتجاج الصيني على الدعوة الأمريكية المشبوهة للقمة النووية الثلاثية. نشير إلى أن الولايات المتحدة وروسيا سبق لهما وأجرتا جولتين من المحادثات . من أجل تبديد سوء التفاهم حول قضايا أمنية حساسة . وشهد العام 2019م معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى التي تم توقيعها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل عقود.بعدما إتهمت أمريكا موسكو بعدم التقييد بالإتفاقية . وأصرت على أنها كشفت شروع الروس في إجراء تجارب على صواريخهم بعيدة المدى المحظورة دوليا.
وتبقى واشنطن تحلم ويؤكد حلمها أنه يجب على بكين بترسانتها النووية المتزايدة . أن تنضم إلى المحادثات.بل أنها تتطلع إلى إلغاء عدم الشفافية حول مخزونات الصين المتزايدة من الأسلحة النووية . لآن هذا العدم يشكل “تهديدا خطيرا”