الأولى : ما المستحب من صلاة العشاء ؟ هل صلاتها في أول وقتها ؟ ام تأخيرها إلى زمنٍ يمضي من بداية الوقت ؟
الثاني : ما زمن انقضاء وقت العشاء ؟ متى ينتهي وقت العشاء ؟
أما الجواب الثاني : أقول و بالله التوفيق
إن جمهور العلماء يقولون إن وقت العشاء ينتهي لدخول وقت الفجر ،
وذلك لما أخرجه مسلمٌ في صحيحه : من حديث ابي قتادة ان النبي ﷺ قال :
“لا تفريط في النوم ، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يأتي وقت الصلاة الأخرى”،
وهذا فى كل الصلوات بأستثناء صلاة الفجر فإن وقتها ينتهي لطلوع الشمس ،
«هذا مستند العلماء القائلين بأن وقت العشاء يمتد إلى الفجر» ،
لكن يرد عن الجماهير حديثٌ و هو حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما ،
ان النبي ﷺ “وقتَّ العشاء إلى منتصف الليل” ، فبه اخذ فريقٌ من المحدثين فقالوا : وقت العشاء ينتهي منتصف الليل و بعده يكون قضاءًا ، هذا يكون رأي فريقٍ من اهل الحديث ،
لكن جمهور العلماء اجابوا ان هذا وقت الاختيار المفضل إلى وقت القضاء والله أعلم
أما ما يتعلق بسؤالها و هو قولها هل تصلِّ العشاء في اول وقتها ام تأخرها شيئًا ما ؟
ابتداءاً ورد حديثٌ صحيح و هو حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سئل النبي ﷺ اي العمل أفضل يا رسول الله ؟ ”قال: الصلاة لوقتها“ ،
هذا لحديث ثابتٌ في الصحيح للفظ ”الصلاة لوقتها“ ،
هنالك روايةٌ خارج الصحيح لفظها ”الصلاة في أول وقتها“ و هذا اللفظ فيه التحرير انه ضعيف اعني لفظ ”الصلاة في أول وقتها“ إنما الصحيح ”الصلاة لوقتها“ ، ففارقٌ بين الاثنين بلا شك ،
فهنالك صلواتٌ حث النبي ﷺ على تأخيرها لمن يتمكن من صلاتها مؤخرًا و لا تفوته كصلاة العشاء ،
فقد تأخر النبي ﷺ عن اصحابه ذات ليلةٍ ، و هم ينتظرونه لصلاة العشاء حتى أن رؤوسهم لتخفق ، حتى أنه ليسمع منهم الغطيط ، وبعضهم تأخذه السنة وبعضهم ينام على هيأة المتمكن ، خرج النبي ﷺ عليهم قائلا إنه وقتها وقد مضى جزءٌ من الليل قال “إنه وقتها لولا أن أشق على امتي” ، فيستحب تأخيرها شيئًا ما لمن أطاق ذلك ، ايقن أنه سيُصليها ، أما من خاف من أن تفوته أو ان تفوته الجماعة فليصلها مع الجماعة في أول وقتها ، فالجماعة افضل بلا شك و الجماعة قد اوجبها كثيرون من اهل العلم
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.