الملعونة …. إيمان العادلى
إيمان العادلى
دخَلت الحمام أغسل إيدي لاقيت النور بتاعه مش راضي يشتغل وفي السَقف
كان في حاجة كبيرة ولونها أسود، قَربت وأنا مرعوب ومش فاهم إيه الشيء
الأسود اللي متعلق ده، لحد ما شوفتها، كانت واحدة ست شعرها طويل وعينها
سودة وجسمها طويل، وكانت متعلقة بشَكل غَريب في السَقف، مُتخَيلين معايا ي
إيه أدخل الحمام بليل أشوف الكيان ده قُدامي ؟.
رجعت برجلي لورا وأنا براقبها وقلبي ضرباته بتتصارع, لحد ما خَرجت من
الحمام وشديت الباب وقفلته، قعَدت في الصالة مُنتظرها تجيلي، سمعت أصوات
كتيرة خارجة من الحمام أهمها كان خَبطة قوية بتطلع كل دقيقة، الوقت عدا وأنا
قاعد في الصالة مش عارف أعمل حاجة، النهار طلع عليا والخَبط والأصوات كانت زي
ما هيا، أتعصبت جداً وروحت فتحت باب الحمام بس مكنش في أثر لحاجة.
عدا يوم على اللي حَصَل رجعت من بَره كُنت في خروجة معَ صحابي وحَقيقي
كان يوم جَميل، دخَلت شَقتي غيَرت هدومي، بَصيت على الحمام من بَره كان
لسه مُظلم والنور، مكُنتش شايف حاجة في السَقف، فقَربت شوية ونورت بكشاف
، لاقيت نَفس الست بس المَرة دي كانت بتبُصلي بعينها وخارج مِنها صوت تَخبيط
سنانها في بَعضها، أتحَركت على السَقف وفضلت تقَرب مني لحد ما تَقريبًا بَقت
واقفة فوقي، وأنا كُنت عاجز مش قادر أتحَرك.
لاقيتها بتِنزل من السَقف ووقفت ورا ظَهري، حاولت ألف وشي ناحيتها بس
مَعرفتش، كُنت واقف عيني بس اللي بتتحَرك ومستني مَصيري الأسود بسبب
المَلعونة دي. بس ربنا لطف بيا وفقدت الوعي. فوقت على قَبل الفَجر ولمَحت
المعلونة بتجري وبتطلع على السَقف من تاني واختفت.
سَبب اللي بيحصلي ده عارفة كويس
، من أسبوع في واحدة جارتنا كانت بتتخانق مع زوجها وبالغَلط زقها فوقعت
في المنور بتاع العُمارة وماتت، بس اللي عايز أفهمه بجَد هي ماتت في المنور
بتجيلي ليه في حمام بيتي ؟ الإجابة كانت غير معلومة, علشان كده قَررت أخد أجازة
من شُغلي وأشوف حَل.
حكيت لمُعالج روحاني جارنا اللي حَصَل والحادثة بتاعت جارتي.قَفَل معايا وساعة
وجالي وكان معاه كتاب الجِلد بتاعه لونه أسود ومفيش اسم عَليه من بَره.
رحَبت بيه، كُنت مقَلق شوية منه لأنه أول ما دَخل فضل يبرق في الشَقة ووقف
قُدام الحمام فَترة طويلة، وبَعدها لاقيته بيقولي:”هنبدأ شُغل بَعد نُص الليل، في
الوقت اللي بتظهر فيه”
قولتله: “عايز أفهم هي ماتت في المنور إيه دَخل شَقتي بالموضوع ؟”
، سكت شوية وعينه كانت ناحية الحمام
وقالي: “أنت بتسيب شَقتك فاضية كتير ؟
” قولتله: “أه”
قالي: “ده سبب لأن الأرواح المحبوسة والمُعذبة بتفَضَل الأماكن الفاضية أو اللي
بيكون فيها عَدد قُليل من البَشر، صحيح أنت كُنت تعرف الست اللي ماتت دي” ؟
قولتله: “لا مكَنش ليا علاقة بيها خالص”،
بصلي بعيون ترعب وقالي: “مُتأكد ؟”,
هَزيت راسي بخوف.
جيه نُص الليل فلاقيت المُعالج ده خَدني ودخَلنا الحمام طَلع كشاف من جيبه وقَفَل
الباب، كُنت لسه هتكلم شاورلي أسكُت، فرجعت لورا خالص لحَد الحيطة، وهو
فتَح الكتاب الغَريب اللي معاه، وقعَد يقرأ منه كلام بلُغة مش مفهومة، وأنا عيني
مسابتش السَقف كُنت عمال أراقبه ومستنيها تظَهر، الترقُب قتَلني، والمُعالج
ده كان عمال يقرأ وصوته بيزيد وعينه بتتفتح أكتر.
الكشاف نوره اختفى وبَقينا أنا وهو في
الظلام وَحدنا، بكُل هدوء سمعت خطوات ماشيه جَنبي وبتفتح باب الحمام وبَعدها
لاقيت قوة شيطانية بتدفعني بعُنف لبَره، والباب أتقَفَل، جسمي كان مِتكَسَر و
بس اللي كان فارق معايا فعلاً هو صوت المُعالج وهو بيصرُخ
وبيقولي: “إلحقني مَتسبنيش لوحدي جوه, دول كتير أوي”
حاولت أقوم بس قوتي انهارت، وأشتغل صوت خَبط ورَزع والمُعالج صوت صرخاته بتزيد، وأخر حاجة
قالهالي: “منك لله”
الدنيا هديت جداً وفضلت مستني في الصالة المُعالج يُخرُج، النهار طلع وكنت
خايف أفتح الحمام وأشوف حاجة منسهاش، لحد ما الشارع بتاع بيتي بقى
زحمة وأصوات الناس والعربيات شجعوني أخش الحمام، دخلت وفتحت الباب لاقيت
المُعالج متعَلق في السَقف ومشنوق بالقميص اللي كان لابسه، عينه كانت
مقفولة، وجسمه أزرق، مكنتش عارف أعمل إيه ؟ وفجأة لاقيته بيقع على الارض،
جريت ناحيته قولت يمكن عايش بس مكَنش فيه نَفَس.
قعَدت يوم كامل في شَقتي على الأرض لا باكل ولا بشرب ولا عارف أعمل إيه,
دخلت بَعدها أِشوف الجُثة لاقيت أثار التحَلُل بدأت تظهَر عَليها، مفكرتش كتير
لأني كُنت عارف الحَل، بس عاجز عَن تَنفيذه، لكن مقداميش غيره، جِبت مادة
مُعينة مش هقدر أقولكم اسمها، درستها لما كُنت في كُلية العلوم، المادة دي بتتحَط
على الجسم وبتتساب كام ساعة، فالجسم بيسيح وبيبقى زي المايه،
وبيتبقى العظام بَس.
نزِلت أشتَرتها وحطيت جُثة المُعالج في البانيو وبدأت بتركيز أحُطها على جسمه،
الريحة كانت بشعة، كُنت كُل لما بخاف وأبقى عايز أوقف اللي بَعمله، بفتكر
حاجة واحدة إني هتعدم، كَملت اللي بعمله وكُنت شايف الملعونة واقفة فوق راسي
في سَقف الحمام وكانت بتراقبني وعينها مفتوحة على أخرها. خَلصت وقفلت
ورايا باب الحمام علشان الريحة صَعبة، وبدأت المادة تاكل في جسم المُعالج.
انتهيت بَعد 10 ساعات، ولميت العَظام بتاعت الجُثة في شَنطة سَفَر كبيرة
ونزِلت في الشارع بَعد نُص الليل والشارع كان فاضي، ودخَلت في حتة قُريبه مني
بتودي على المقابر اللي في المَنطقة، مشيت شوية ولاقيت لجنة كان فيها
أتنين ظباط وحوالي 4 عساكر، طلعت على الرصيف والعربيات ماشيه جنبي، وحاولت
أتظاهر بأني طبيعي بس ضربات قَلبي كانت بتدق جامد.
مشيت وعَديت من جنبهم وأنا بَبُص
عَليهم بطَرف عيني، فلمحت عَسكري بيكلم ضابط منهم في ودنه وباصين عَليا،
حاولت ملفتش نظَرهم، وعَديت اللجنة بس فجأة لاقيت حَد بينده عَليا
“يا أستاذ”
بَصيت لاقيت عَسكري جاي وبيقولي: “الضابط عايزك
”
روحتله وأنا ماسك في ايدي الشَنطة، بَصلي في عيني وقالي: “أنت جاي منين” ؟
قولتله: “أنا ساكن في أخر الشارع ده وراجع بيتي”
قالي: “إيه الشَنطة اللي معاك دي” ؟
قولتله: ” لسه راجع من السَفَر”
فضل يبصلي بعينه وقام ووقف جَنبي،
التوتر قتَلني وخلاص كنت دقيقة وهنهار وهقول كُل حاجة، أتكلم
وقالي: “الطَريق ده مش أمان، ياريت متمشيش منه تاني في وقت زي ده”
هَزيت راسي وسيبتهم ومشيت وأنا جسمي كُله بيعرق بغزارة، وقفت من بعيد
أوي وفضلت مستنيهم لحد ما الفَجر قَرب فلموا المُعدات والأسلحة بتاعتهم ومشيوا
، طلعت موبايلي وأتصلت بالتُربي اللي أتفقت معاه يخفي العَظام في المقابر، و
روحتله ودخَلنا المقابر وكُنت شايف خيوط النور بدأت تظهَر والنهار بيقَرب، إديته
الشَنطة
فسألني: “عَضم مين ده” ؟
قولتله: “ميخصكش أنت اللي ليك تاخد ف
وخلاص”
قالي: “طيب منا ممكن أقفل في وشك الباب وأقولك مش عايز لا فلوس ولا
عَضم”
قولتله: “ده عَضم حَسَن عَلي”
ضحك بشَكل غَريب وقالي: “كُنت عارف إن مَصيره أسود”
قولتله: “تُقصُد إيه” ؟
قالي: “عارف الحادثة اللي كانت من كام يوم بتاعت الست اللي جوزها زقها من
فوق وماتت” ؟
هَزيت راسي، فكمل
“أهو سَبب الخناقة اللي حَصَلت بينهم
حسن، مرات الراجل راحتلُه علشان مكَنتش بتخَلِف، لعب في دماغها وقالها
جوزك بيخونك، وسَحَب مِنها فلوس ياما، وبَعد مُدة قومها على جوزها وقامت بينهم الخناقة.
قولتله: “أنت عرفت منين كُل ده” ؟
قالي: “ما هو الأعمال اللي كان بيعملها ح
أغلبها هنا في المقابر، فكُنت بسهِلهُ الدُنيا
وباخد اللي فيه النَصيب”
أديته الفلوس بعد ما خلصنا كلام والشَنطة بتاعت العَظام، ورجعت شَقتي وأنا في
دماغي حاجة واحدة، إن روح جارتي جاتلي في الحمام علشان أستدعي حسن
وتقدر تنتقم منه، ذنبي إيه في القصة دي ؟،
مش عارف الحَقيقة، بَقيت قاتل ومَريض نَفسي، حتى الملعونة دي مبقتش بتظهرلي
، بس بَقيت بَشوف حسن مكانها، بيقفلي كُل يوم في الحمام بداية من بليل لحَد
قَبل الفَجر، بس أنا مش هسيبه وهعَرف أخرجه قُريب أوي.