الكورونا وصناعة الأزمات بواسطة admins 0 شارك كتب : فهيم سيداروس الأزمات والكوارث الطبيعية واردة، وتحدث فى كل مكان على أرض المعمورة، ومن الطبيعى أن يكون لها تداعيات ، وآثار سلبية على كل المجتمعات . وتسعى الحكومات ، ومنظمات المجتمع المدنى لبذل أقصى جهودها لمواجهة ومحاصرة تداعيات هذه الأزمات ، والحد من آثارها السلبية على المواطنين ، والمجتمع بشكل عام . ولا فرق فى ذلك بين الدول المتحضرة أو دول العالم الثالث ، والنامية ، ولكن تختلف النتائج وتتفاوت نسب النجاح من دولة لأخرى فى مواجهة وحصار أية أزمة طبقاً لسلوك ، وثقافة مواطنيها ، وتعاملهم مع الأزمة ، وقدرتهم على الالتزام ، والتعاون مع التوجيهات ، والإرشادات التى تقررها الحكومات ، والمنظمات المتخصصة فى هذا الأمر . ومؤكد أن وسائل الإعلام تصبح ذات دور هام وحيوى فى الإعلان عن المستجدات والإجراءات التى يجب إتباعها حتى يتم حصار ومواجهة المخاطر التى تهدد حياة المواطنين والمجتمع بشكل عام. الملاحظ أن كل أزمة تحدث فى مصر ، تتبعها أزمات أخرى ، وتنفجر بسببها أزمات جديدة نحن فى غنى عنها ، وهو أمر ناتج عن سلوكيات خاطئة مثل إنتشار الشائعات على السوشيال ميديا ، أو مواجهة الأزمات بعدم المبالاة والفهلوة والسخرية . وعدم الإلتزام بالتعليمات ، والتوجيهات التى تصدر عن مؤسسات الدولة الرسمية ، وهو الأمر الذى لاحظناه فى الأيام القليلة الماضية بسبب فيروس كورونا الذى أصاب العالم بحالة من الذعر والهلع وصلت الى حد شلل الحياة فى كثير من دول العالم المتحضر . وإقتناع المواطنين طوعاً ، وأحياناً بالتوجيهات والقوة الجبرية عن الخروج من منازلهم وفرض غرامات مالية ، أو الحبس لكل من يخالف التعليمات حتى يتم مواجهة الفيروس والسيطرة عليه . والملاحظ أن هذه الإجراءات الصارمة قد أثمرت عن نتائج إيجابية كبيرة فى الصين التى ظهر بها الفيروس ، وباتت فى مأمن من تفشى المرض ، وأصبحت من أوائل الدول التى تتعافى الآن وهو أمر نتج عن تعاون الشعب الصينى مع مؤسسات الدولة التى تعاملت بصرامة فى مواجهة هذا الوباء . للأسف نحن فى مصر ما زلنا نصر على عادات وتقاليد إجتماعية سيئة تسهم فى إنتشار هذا الفيروس ، وعلى رأسها مخالفة القرارات والتوجيهات التى تصدرها الحكومة . والبعض ما زال يخالف الإرشادات الصحية التى تبثها وسائل الإعلام وعلى رأسها عملية التصافح بالأيدى ، وتبادل القبلات بمناسبة ، وبدون مناسبة داخل تجمعات هى فى حد ذاتها بيئة خصبة لنقل الفيروس مثل العزاءات ، والأفراح والمناسبات الاجتماعية الأخرى ، فى وقت تلتزم فيه شعوب العالم المتحضر بالتعليمات الصارمة وعدم مغادرة المنازل طوعاً ، وتعقيم منازلهم والحذر فى كل معاملاتهم مع بعضهم البعض داخل الأسرة الواحدة . بينما تستمر الشيشة فى المقاهى المصرية التى تكتظ بالمواطنين ونرى كتلا بشرية فى كثير من الأماكن ، وتقابل الأمر بالإستخفاف ، والسخرية رغم كل هذه المخاطر المؤسف أن البعض ذهب لأبعد من ذلك ورأينا على السوشيال ميديا ظهور الدروشة الدينية لمواجهة الوباء . أيضاً من المظاهر السلبية ، وبسبب تفشى الشائعات فوجئنا باندفاع المواطنين نحو المتاجر ، ومحلات البقالة لشراء وتخزين السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه ، وينم عن إفتقاد الوعى السلوكى للمواطنين إلى حد يمكن أن يسبب أزمة إضافية فى المجتمع ، خاصة أن البعض يستفيد من صناعة هذه الأزمات فى زيادة الأسعار وتحقيق أرباح خيالية من جراء الأزمات المصطنعة على السوشيال ميديا . بعضها لأهداف تجارية وأحياناً لأهداف سياسية وحالة التربص المستمرة بهذا المجتمع من قبل جماعات وجهات دأبت على محاولة ضرب الأستقرار فى مصر ، ولعل ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية عن تفشى الفيروس بصورة مبالغ فيها ثم عودتها والإعتذار عن الخبر ، يشير الى ذلك بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية على لسان ممثلها فى CNN الدكتور جون جاور أن مصر من أوائل الدول التى تعاملت بإحترافية مع هذا الفيروس من خلال خطة وقائية ونظام مراقبة من أقوى الأنظمة فى المنطقة . بصراحة ووضوح نحن فى حاجة إلى تعديل سلوكنا والتخلى عن عادات وتقاليد وثقافات بالية لم يعد لها وجود فى العالم المتحضر ، وإذا أردنا الإنتقال نحو الحداثة والتحضر والتنمية يجب أن نبدأ ببناء الإنسان وترسيخ مفاهيم الوعى والإدراك والتجديد باعتبارها أسس بناء المجتمعات المتحضرة ؛ التى تصبح سمتها الأساسية الإنضباط السلوكى والالتزام الذاتى تجاه المجتمع والدولة وتترسخ لديها ثقافة المشاركة المجتمعية، والالتزام الأخلاقى حتى تتحول إلى مبادئ وقيم راسخة على غرار كل المجتمعات المتحضرة التى تعتبر الانضباط جزءا لا يتجزأ من سلوكها وثقافتها العامة، وهذه الثقافة بالمناسبة هى أهم عوامل التنمية فى المجتمعات . شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة