العاصمة

الكرم والرجل الطيب

0

 

كوثر أحمد عبد الرحيم :

 

‏﴿ ربُكم أعلمُ بما في نفُوسِكُم ﴾

أرِح قلبك لا يضيع الله صدق النوايا..

 

قصة وعبرة..

يقول رجل أنه خرج فى يوم من الأيام ليتمشي قليلاً وفجأة رأى في طريقه بقرة يكاد ينفجر الحليب منها من كثرة خيرها وبركتها وعند رؤية هذا المشهد تذكر الرجل الطيب جار له لديه بقرة ضعيفة وصغيرة لا تنتج الحليب وعنده سبع بنات وهو فقير الحال، فقرر الرجل أن يشتري البقرة ويتصدق بها لجاره متذكراً قوله تعالى :

“لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”

فعلا إشترى الرجل الطيب البقرة وأخذها إلى بيت جاره الفقير ،فرأى الفرح والسرور على وجه الرجل وبناته، بعد مرور عدة أشهر جاء الصيف، وتشققت الأرض من شدة الجفاف وكان الرجل الطيب من البدو يرتحل من مكان إلى مكان بحثاُ عن الطعام والماء، ومن شدة الحر والعطش لجأ الرجل ،في يوم إلى *الدحول* وهي حفر فى الأرض) توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض، ويعرفها البدو جيداً، دخلها الرجل وحيداً ووقف أولاده ينتظرونه فى الخارج، وفجأة ضل الرجل طريقة ولم يستطع الخروج مرة أخرى وقف أولاده ينتظرونه وقد غاب كثيراً حتى أيقنوا أنه مات أو لدغة ثعباناً أو تاه تحت الأرض وهلك، وقد كان أولاده ينتظرون هلاك أبيهم ليقتسموا ماله فيما بينهم، فأسرعوا إلى المنزل وأخذوا الميراث ففكر أوسطهم وقال : تذكرتم البقرة التى أعطاها أبانا لجارنا الفقير..؟؟

إنه لا يستحقها وأنها ملك لنا وذهبوا ليأخذوا البقرة فقال لهم الجار الفقير : لقد أهداها لي أباكم وأنا أستفيد من لبنها أنا وبناتي، وقال لهم : سوف أشكوكم إلى أبيكم فرد الأبناء فى سخرية أشك من تشاء فإنه قد مات فزع الرجل وسألهم : كيف مات ولا أدري..؟ قالوا :دخل دحلاً فى الصحراء ولم يخرج منه حتى اليوم فقال الرجل : دلوني على هذا الدحل ،وخذوا بقرتكم لا أريد منكم شيئاً وعندما وصل الى مكان الدحل ربط الرجل حبلاً في وسطه وأوصله إلى خارج الدحل وأوقد ناراً ونزل داخل الدحل وأخذ يمشي حتى بدأ يسمع أنيناً خافتاً فمشي تجاهه حتى وجد الرجل بالكاد يتنفس ، فأخذه وربطه معه إلى خارج الدحل ,وسقاه وحمله إلى داره حتى دبت الحياة فى الرجل من جديد، تعجب الرجل من أمره وسأله كيف بقيّ أسبوعاً تحت الأرض حياً ولم يمت ، فقال الرجل الطيب سأخبرك قصتى العجيبة..!!

عندما دخلت إلى الدحل وجدت ماء، ولكني ضللت الطريق ولم أستطع العودة فأخذت أشرب الماء لثلاثة أيام حتى بلغني الجوع فأستلقيت على ظهري وسلمت أمري للله عز وجل..

وإذا بي فجأة أشعر بلبن بارد يتدفق على لساني من إناء عالي لا أراه ،وكان هذا الإناء يأتيني ثلاثة مرات كل يوم ولكنه إنقطع منذ يومين، ولم أعلم سبب إنقطاعه فبكى الرجل الفقير وأخبره السبب، هو أن أبناؤوه جائوا وأخذوا منه البقره التي أعطاها له(صنائع المعروف تقي مصارع السوء) وهكذا نجى الرجل من الموت جزاء صّدقته وإحسانة الى جاره الفقير من قبل..

 

اذا أتممت القراءة فضلاً منك علق بذكر الله..

قبل ان تقول إنها قصة طويلة ومملة أو مقتبسة أو……, لأنها ورائعة ومؤثرة جداً..

ولنأخذ منها العبرة الأروع،عن الخير والعطاء

اترك رد

آخر الأخبار