العاصمة

الفتح والتحرير

0
متابعة عادل شلبي
بدايات نشر النور والعلم والايمان فى بلاد سادها كل ظلام وظلم وكانت عصورها
أشد اظلام على كل البشرية فى كافة أرجاء المعمورة . كان الفتح العربي
لأسبانيا بداية مرحلة جديدة في مسار التاريخ الإنسانى بوجه عام ومسار
التاريخ الأسبانى بوحه خاص فلم يكن الفتح العربي مجرد غزوة عسكرية
أطاحت بنظام قائم وأحلت محله نظامآ أخر وإنما كان تغيرآ شاملآ لكل وجه
الحياة على أرض أسبانيا إذ إن الظروف السيئة التى سادت شبه الجزيرة قبل
دخول العرب كانت قد خيمت على كل مناحى الحياة فيها وصارت تلك الظروف
إرثآ مصونآ منذ أيام الرومان الأخيرة حتى فترة حكم القوط التى استمرت أكثر
من مائتي سنة بل إن القوط زادوا الإرث الفاسد فسادآ بالمغالاة في الإستبداد
والإمعان في العسف والإستسلام للشهوات ووقوعهم في حمأة المنازعات
الداخلية علي العرش وعلى الرغم من أن القوط إعتنقوا المسيحية التى سبقتهم
إلي أسبانيا منذ العهد الرومانى فإنهم لم يفهموها حق الفهم ونافسوا الرومان
الوثنيين في الفجور ففلحوا عليهم حتى أدركهم ذلك الثبات الذى أطاح بدولة
الرومان ولقد تطلعت أنظار العرب إلى فتح هذا الجزء من أوربا منذ أستقر لهم
حكم شمالى أفريقيا وليس يعنينا أن نناقش دوافع التطلع فقد أفاض في
سردها والتعليق عليها المؤرخون العرب و المستشرقون وإنما كل ما يعنينا أن
الطموح العربي الذى كانت الرغبة في نشر الإسلام تحركه قد تحقق بدخول أسبانيا
عام 92 هجرية 711ميلادية سواء ساعدته الظروف الداخلية السيئة لشبه
الجزيرة أو تم بمعونة خارجية من بعض الحكام التابعين القوط ذلك لأن العرب
كانت تدفعهم حمية الجهاد في نشر الدين أكتر مما تدفعهم الرغبة فى مجرد الغزو
العسكرى و قصارى القول أن العرب إنما سهل لهم الفتح وضع أسبانيا المتردى علي
المستويين الداخلى والخارجى الحضارة العربية الاسلامية وبدايات نشرها فى
العالم الغربى المتخلف وللحديث بقية . تحيا مصر يحيا الوطن

اترك رد

آخر الأخبار