عوتيب..الحدود السودانية المصرية..هبت نسمة هواء ساخنة لفحت وجوه البعثة المصرية التي كنت
اراسها للتنقيب عن اثار وحضارة الملك الفرعوني تهراقا..وزحف عقرب اسود ليتسلل بجوار حذائي ودهسته
بينما كنت اتطلع لسيارة البعثة وهي من طراز جيب متهالك تعطلت منذ ساعة..غمغم دكتور وصفي عالم
الاثريات البدين بحنق: دكتور رضوان ..هل اتخذت قرارك انبقي هنا في انتظار النجدة ام نتجه جنوبا نحو مدينة عوتيب السودانية
اشعلت سيجارا وانا افكر بعمق…كنت رئيسا للبعثة وهذا يعني انه علي اتخاذ قرار حاسم..فالسيارة متعطلة ووقودها يكاد ينفد ووجودنا دون ماء وطعام ماوي بالصحراء في هذا الجو المسموم والعقارب والعطش يعني الهلاك المحقق..وتحركنا ايضا في ظل هذه العوامل علي اقدامنا متوجهين لعوتيب وهي مدينة سودانية حدودية علي بعد٥كلم مخاطرة ايضا ولكننا لن نسلم رقابنا للموت العاجل..نعم لنتحرك..قلتها بصرامة تليق برئيس بعثة اثار ..وبداء المسير*** دخلنا مدينة عوتيب الساعة الحادية عشرة ليلا..كانت مدينة تنام مبكرا تعسةبها اكواخ خشبية ومباني من طابقين وعدة عاملين نيام وفدوامن قري اخري خلت شوارعها من المارة ماعدا كلبين عجوزين بعثرا رتل قمامة امام لافته مضيئة للكوندة شعبية متهالكةتحمل اسم الضفدعة العرجاء..ضحكت للاسم الغريب وولجنا مدخلها الضيق امام الباب مباشرة كان يجلس رجل عجوز ضخم ذو لحيةيحدق في الفراغ بحدة وغضب ..قلت مبتسما: مساء الخير..هز راسه في برود وحدة وتامل خمستنا باهتمام وقال ببرود: غرفة ١٣ خمسة اسرة ..قيمة السرير ٢٠ جنيها..نقدته ايجاره وان بدت لي طريقة ترحيبه خالية من الذوق تماما وبغيضةانه حتي لم يسالنا عن اوراقنا..ذكروني ان اصفعه علي وجهه عند خروجنا من هنا..قادنا العجوز لغرفة ارضية واسعة جدا اكتشفت ان بها حوالي ١٥ سريرا امتلاء نصفها بنائمين..بعضهم كان مستيقظا يرمقنا بعدائية ووحشية اخذ وايراقبوننافي توجس وكانوا مستيقظين والبعض الاخر شخيره ينافس محركات دبابة المانية ..اختار كل منا سريرا وغرقنا في النوم ***مابين الصحوة والنوم سمعنا تلك ابحركة..شخص يصرخ في الغرفة وقد تكالب عليه ثلاثة اشخاص وهو يضرخ: ماذا تريدون؟ لطمه احدهما بقوة وغمغم لذميله: المحقن..ناولني الحقنة المخدرة..ناوله الاخر المحقن..صرخ الشاب وسكنت حركته وحملوه للخارج…ساد هدوء عجيب رفعت راسي لاجد نصف رفاقي بالغرفة مستيقظون…يرمقون الباب في رعب صرخ وصفي في هلع: ماذا يحدث هنا؟..غمغم رجل عجوز بذعر: هذه هي الضحية الخامسة منذ اول امس…كل يوم ياتون ليلا لياخذوا احدنا ..يخاذونه بلارجعة للابد..اخذ يبكي منهارا وهو يرتعد في رعب…قلت له: من هم؟ غمغم برعب: لااعرفهم..اصحاب الوجوه المسلوخة…قلت له: واين يذهبون بالذي ياخذونه؟ غمغم برعب: لاادري..لماذا لاتغادر الفندق ان كان هو الضحية الخامسة؟ قلت غمغم العجوزبهلع لايسمحون لنا بمغادرة الفندق..ان دخلت ستبقي للابد حتي يحين دورك..لتختفي…قالها برعب اشرت لرفاقي بالخروج من لوكاندة الرعب هذه…كنت احمل مسدسا اشهرته وتقدمت..فجاءة انقطعت الكهرباء واقتحم الغرفة رجلان…صوبت ضوء بطارية صغيرة ..علي الضوء شاهدتهم ينقضون علي دكتور وصفي..بيد احدهم محقن ضخم امتلاء بمادة صفراء..صوبت مسدسي .اطلقت رصاصة فتصاعدت صرخة بشعة وغبار ابيض واختفي احد الرجلين رمادا وشعرت بذهول استدار الاخر وكان عجوز الفندق صوبت له المسدس فانقض علي…واطلقت رصاصة اقسم انها عبرت من عينه وخرجت من خلف يافوخه تاركة ثقبا امكنني رؤية ماخلفه..رغم ذلك بقي واقفا وانقض علي بشراسة فناولته رصاصة اخري.ترنح لها وهوي ارضا يعوي صحت بوصفي : اخرجوا جميعا..صرخ وصفي : وانت..قلت بصرامة :اخرجوا عليكم اللعنة…دعوني مع هولاء المسوخ..خرجوا يهرولون…وتبعتهم انا وخرجنا من اللوكاندة ..وقفت في الخارج اتطلع اليها برعب..لم يخرج احد بعدنا مطلقا…ابتعدنا جريا عنهاوسرنا طويلاجدا…امامنا مباشرة لمحنا حديقة صغيرة ارتمينا علي نجيلها…وغرقنا في سبات عميق..***اشرقت الشمس ..نهضنا ووجدنا الحياة حولنا ..توجهنا صوب محل اللوكاندة ذات الطابق الارضي ..لذهولنا لم نجدها مطلقا..كان محلها مكب نفايات ضخم جدا سالت رجلاعجوزا ضخما عابرا يقف بجوارها: الم تكن هنا بالامس لوكاندة باسم الضفدعة العرجاء؟ رمقني وضحك بشدة قائلا: لوكاندة الجن اكل اللحوم البشرية …انها لاتظهر الامساءهنا…واشار للنفايات واردف: تنبت من العدم والفراغ ولايدخلها الا الحمقي…الاغراب التعساءالباحثون عن النوم الابدي…قالها وضحك بشدة..عندما رمقته جيدا اتسعت عيناي في ذهول..لقد عرفت فيه عجوز الفندق اللعين..العجوز السفاح