العاصمة

الصيام والصوم والفرق بينهم

0
إيمان العادلى
الفرق بين الصوم والصيام هل سمعت بالفرق بينهم من قبل : الصوم والصيام؟ هل تساءلت إن كان كلاهما يحمل نفس المعنى ؟ في الواقع أن لكل منهما معنىً مختلف وسنوضح الفرق بينهما فيما يلي.
معنى الصوم
أما مفهوم الصوم فهو الابتعاد عن المحرّمات التي يمكن أن يقع فيها المسلم، والتي يمكن أن تفسد صيامه، كأن يغتاب أحداً أو يكذب أو يسرق أو يترك الصلاة، فكل هذه الأمور من شأنها أن تضيع الصيام، حيث إن الابتعاد عن المحرمات هو الذي تهذّب الإنسان ويحسّن من أخلاقه في الصوم يجب أن يكون المسلم لطيفا ودوداً طيبا مُحبا ومتسامحاُ وحسن الخلق والمعاملة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة ) إشارة إلى أن من يتبع التعليمات الصحيحة أثناء الصوم سيجد طريقه إلى الجنة.
معنى الصيام
فالصيام هو احدى العبادات التي يتقرب فيها المسلمون إلى الله تعالى وهو ركن من أركان الإسلام الأساسية والمقصود بالصيام هو الابتعاد عن تناول الطعام والشراب من بداية اليوم لنهايته فقط حيث لا يدخل في معناه شيء آخر الصيام يعني الصوم بمعناه المادي وتحمل الجوع طوال اليوم على مدار ثلاثين يوماً متتابعة فرض الله الصيام كعبادة ليستشعر أبناء المجتمع الإسلامي الواحد أحوال بعضهم البعض فيعطف كبيرهم عى صغيرهم وينفق غنيهم على فقيرهم
الفرق بين الصـيام والصـوم في القرآن .
إنّ القرآن الكريم ليس به كلمات مترادفة أبداً فعندما يذكر كلمة [ صـيام ] بحرف [ الياء ] فإنّه ﻻ‌ يقصد بها كلمة [ صـوم ] بحرف [ الواو ]
إنّ كلمة [ الصـيام ] يقصد بها القرآن الكريم اﻻ‌متناع عن الطعـام و الشراب و باقي المفطرات من الفجر حتّى المغرب أي فريضة [ الصـيام ] المعروفة خلال شهر رمضان المبارك
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كـتب عليكم الصـيام ) البقرة 183 و لم يقل : [ كـتب عليكم الصـوم ] .
أمّـا [ الصـوم ] : فيخصّ اللّسـان و ليس المعـدة ، و خاصّة [ قول الحقّ ] سـواء في رمضان أو غيره ، أي أنّ [ الصوم ] يأتي مع [ الصـيام ] و بعـده
و الدليل على أنّ [ الصوم ] ليس لـه علاقة بالطعام و الشـراب ، ما ورد في القرآن الكريم : ( فـكلي و اشـربي و قـرّي عيناً و إمّـا تـرينّ من البشـر أحـداً فقولي إنّي نذرت للرحمن صـومـاً ) مريم 26
أي أنّ مريم عليها السلام قـد نذرت [ صـوماً ] و هي تأكل و تشـرب ،
و [ الصـيام ] لوحده دون أنْ يُرافقـه [ الصـوم ] ﻻ‌ يُؤدّي الغرض المطلوب تمـاماً لقولـه صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلّم في حديثه الشريف:
( مَـنْ لمْ يدعْ قول الزور و العمـل بـه فليس للـه حاجـة في أنْ يدع طعامـه و شـرابـه )
أيْ ﻻ‌بـدّ من [ الصوم ] مع [ الصيام ]
فمن السهل على اﻹ‌نسان الجوع و العطش من الفجر للمغرب
لكنّ من أشـدّ الصعوبات عليه قول الحقّ خاصّة إذا كان على نفسـه ﻷ‌نّ [ الصبْر ] الحقيقي هو في مُعاملة اﻵ‌خرين :
( و جعلْنا بعْضكُم لبعْضٍ فتنةً أتَصْبرون ) الفرقان
وأخيرآ نختتم المقال بالحديث القدسى عن الله جلا جلاله
( كـلّ عمـل ابن آدم لـه إﻻ‌ً الصـوم فإنّـه لـي و أنـا أجـزي بـه )
نلاحظ أنّـه ذكر [ الصـوم ] و لـم يقل [ الصـيام ] ﻷ‌نـه ب [ الصـوم ] تنتهي المشاكل و يخفّ الضـغط على المحـاكم
أمّـا الصـيام مع سـوء الخلق فإنّـه يزيد عمـل المحاكم فصـوموا [ صـوماً ] و [ صـياماً ] لتعمّ الفائـد

اترك رد

آخر الأخبار