العاصمة

الصديق الأستغلالى

0

 

 

إيمان العادلى

 

الصداقة عنصر مهم في حياة البشر وتعد أحد أركان

 

السلامة للحياة النفسية للإنسان وهنيئاً لمن كان له

 

صديق صدوق، وأما من خاب أمله ومنهم الكثير

 

في هذا العصر، الذي يعتقد فيه الشخص أن علاقة

 

الصداقة بينه وبين الطرف الآخر تستند على وتد

 

قوي وذات جذور ممتدة في الأرض، يصعب

 

اقتلاعها بناء على شعوره ومعاملته وأيضاً أصله،

 

فالصديق الأصيل أصبح عملة نادرة في وقت كثرت

 

فيه المغريات، وأصابت الهشاشة العديد من

 

العلاقات الاجتماعية ومنها الصداقة في الحياة

 

بصفة عامة يرتبط الشخص بآخرين سواء أقارب أو

 

أصدقاء أو زملاء عمل يتعامل معهم بشكل يومي

 

ويكون سعيداً بتقديم الكثير من المساعدات لهم

 

ولكن للأسف قد يستغل بعض الأشخاص تلك

 

المساعدة والرحمة ويتعاملون معها وكأنها حق

 

مكتسب، ومن المحتمل أنك قد تشعر بمشاعر أنه

 

يتم استغلالك ولكن طيبة قلبك وصفائك الداخلي

 

يجعلك تتحمل استغلال تلك الأشخاص لك وأنت

 

تعلم جيداً إن الشخص الحامل لصفات الشخصية

 

الاستغلالية لا يمتلك سوى الأنانية وحب الذات ولا

 

يعرف لحب الآخرين طريقاً ابداً، إذ تجده يقدم

 

مصلحته على مصالح الآخرين من أجل تحقيق

 

أهدافه الشخصية فكثيراً ما ننخدع بشخص

 

معتقدين أنه الصديق الوفي فنشاركه مشاعرنا،

 

ونحرص على مشاركته في لحظاته في وقت الفرح

 

والحزن ونسعى لمساعدته حينما يحتاج المساعدة

 

بينما يكون همه هو المصلحة والاستفادة التى

 

ترقى للاستغلال في كثير من الأحيان، وفي الوقت

 

الذي يعتقد فيه الشخص الوفي أن هذه الصداقة

 

هي علاقة صلبة بينه وبين من اختصه بتلك الصفة

 

والتي بنى عليها علاقة بلا عمد فتكون الصدمة

 

الكبرى عندما يكتشف حقيقة هذه الصداقة

 

وفي كثير من الأحيان تظهر حقيقة الصديق في

 

المواقف الصعبة على حياتنا حينما يحتاج الإنسان

 

إلى من يشد أزره في الصعاب وأيضاً الفرح له

 

عندما يحقق النجاح ف الصداقة الحقيقية مبنية

 

على الإخلاص والاحترام دون النظر للمنفعة من

 

الطرفين، صحيح أنك ستتألم عند اكتشاف زيف

 

صديقك ولكن لا تحزن عند الصدمات فلولاها

 

لأصبحنا نعيش مخدوعين مدة طويلة، فالحقيقة

 

كثيراً ما تكون قاسية ولكنها تنقذك من الاستمرار

 

في صداقة تستنفد طاقتك وتشكل عبئاً على

 

حياتك، وجميعنا يعلم أن من ضمن المستحيلات

 

الخل الوفي إن طيبة القلب نعمة من نعم الله على

 

صاحبه وهو نادر في هذا الزمن الذي قست فيه

 

القلوب, وكلمتي الأخيرة لأصحاب القلوب الطيبة

 

أن طيبة القلب هدية لا تقدمها إلا لمن يستحقها

 

فعلا، لأن القلب الطيب لم يخلق ليكسر ويجرح ولم

 

يخلق لاستغلاله.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار