حذر الدكتور أحمد المنظرى، المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية، فى بيان له اليوم، من أن انشغال العالم بفيروس كورونا قد يؤدى لزيادة حالات شلل الأطفال ، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا ، كوفيد-19 على مستوى إقليم شرق المتوسط، ضغطاً غير مسبوق على العاملين الصحيين والنُظُم الصحية والحكومات والمنظمات غير الحكومية ومنظومة الأمم المتحدة، والأكثر من ذلك على المجتمعات المحلية والأسر.
وأضاف المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى بيانه ” بقدر ما أشعر به من خوف وقلق مماثل لما يشعر به الآخرون في ظل هذه الجائحة المستمرة، وما يعتريها من جوانب مجهولة، أعتز اعتزازاً كبيراً ويطمئن قلبي بما يحققه الإقليم استجابة لمرض “كوفيد-19″، لاسيّما العمل الذي يقوم به برنامج استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط ، فمن أفغانستان إلى باكستان والصومال والعراق والسودان وسوريا، استطاع البرنامج أن يكون من المستجيبين الرئيسيين في مكافحة فيروس كورونا مرض كوفيد-19، ويدعم البرنامج الحكومات في العديد من الأماكن، حيث يعمل بصفة المستجيب الأول والأساسي.
ويقدم برنامج استئصال شلل الأطفال الاستجابة الميدانية الأوسع نطاقاً على نحو يتسم بالسرعة والفاعلية، لدعم الخطط الوطنية الرامية إلى مكافحة كوفيد-19، ولم يَرَ قدوم هذه الجائحة إلا القليل، ومع ذلك استطاع البرنامج أن يعيد توجيه عمله بسرعة شديدة للتصدِّي لهذه الجائحة.
وعلى مدى أكثر من 3 عقود، أسس البرنامج آلية عمل رائعة في كل بلد من البلدان الأكثر عُرضة للخطر في إقليمنا، ويتم الآن إعادة توجيه البنية الأساسية للبرنامج، بما يشمل الترصُّد وإدارة البيانات والاتصالات والموارد البشرية، من استئصال شلل الأطفال إلى الاستجابة لمرض كوفيد-19.
وقال الدكتور أحمد المنظرى، بفضل المهارات الميدانية الراسخة، تمكَّن البرنامج من تلبية الاحتياج الهائل لتتبُّع المُخالِطين، وتؤكد سرعة تنفيذ هذا العمل المحوري وفاعليته على القيمة العظيمة لبرنامج استئصال شلل الأطفال.
وتابع الدكتور أحمد المنظرى :أُقدِّر ما يقوم به الزملاء بالبرنامج في الاستعانة بخبراتهم في توجيه عمل المنظمة داخل المجتمعات المحلية، واقتفاء الفيروس، ومساعدة الأطفال والأسر على معرفة كيفية حماية أنفسهم من مرض كوفيد-19، ومساعدتنا في التركيز على الفئات الأكثر عُرضة للخطر، وأشيد بالعاملين في البرنامج في الخطوط الأمامية وجهودهم، فهم الأبطال الحقيقيون، الذين يقدمون النصائح والمساعدة في العديد من جوانب الاستجابة لمرض “كوفيد-19” ،وقد لا تسمعون عنهم في الإعلام، ولكنهم هناك يعملون في صمت على مدار الساعة.
وأشاد الدكتور أحمد المنظرى بشجاعة العاملين في البرنامج وقدرتهم على الصمود في الخطوط الأمامية لمكافحة المرض، مضيفا ، الكل يعلم أن عملهم المُنقذ للحياة لا يُقدَّر بثمن، وأحثّهم على اتخاذ الاحتياطات واستعمال معدات الوقاية الشخصية، وإتباع ممارسات الوقاية من العدوى، لحماية أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية، مضيفا، سيعود البرنامج بالتدريج إلى التركيز على هدفه الأساسي، وهو استئصال شلل الأطفال.
وتابع ، عندما يحين هذا الوقت، في النصف الثاني من عام 2020، سنكون منهكين من جراء معركتنا ضد مرض كوفيد-19، وسيصبح وضع شلل الأطفال أكثر تحدياً، إذ سيزداد عدد الحالات وسيتسع نطاق سريان المرض أكثر مما نشهده اليوم ،ولكن في ضوء ما نشهده من الجهود التي يبذلها برنامج استئصال شلل الأطفال على مدار الأسابيع الماضية، أعلم أن طاقتنا ونشاطنا سيتجددان، وسنعيد توجيه مهاراتنا وخبرتنا والتزامنا نحو المهمة التي أثق أننا سنتمكن من تحقيقها، وهي استئصال شلل الأطفال.
وأضاف الدكتور أحمد المنظرى، أثق بأن الجهات المانحة والداعمة في الأوساط العلمية والطبية والإعلامية ستكون إلى جانبنا ونحن نستخلص الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19، ونستعين بها في القضاء على شلل الأطفال إلى الأبد، كما أثق أننا معاً، وبالتزام جميع موظفينا وشركائنا داخل الإقليم وخارجه وتضامنهم وعملهم سنمضي قدماً في تحقيق رؤيتنا الإقليمية القائمة على ضمان الرعاية الصحية للجميع وفي كل مكان.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.