العاصمة

الشهيد الطفل نبيل منصور السيد فودة إيمان العادلى

0
قصة تضحية و فداء من أجل الوطن بطلها غلام صغير السن رأى ما يفعله جنود الإحتلال الإنجليزي فلم يحتمل و أحال حياتهم جحيما تبدأ
قصته من بعد إلغاء رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس باشا لمعاهدة 1936م في 8 أكتوبر 1951م حيث زادت العمليات الفدائية في
منطقة القناة (السويس و بور سعيد و الإسماعيلية) و معها زاد عنف الإحتلال الإنجليزي في مواجهة الفدائيين المصريين الذين بدأ توافدهم
و تواجدهم يتزايد في منطقة القناة لمواجهة معسكرات الإحتلال هناك ليجبروهم على الإنسحاب من الأراضي المصرية و زاد قتل الإنجليز
للفدائيين الأبطال حتى جاء يوم 16 أكتوبر 1951م .

يومها خرج الطفل الصغير نبيل منصور الطالب في الصف الثالث الإبتدائي ذو الأحد عشر عاما من منزله الموجود بشارع محمد علي ببورسعيد

بالبيجامة لم يخرج ليلعب مثل من هم في سنه بل ذهب إلىمحطة السكك الحديدية و أخذ من هناك قطعة كبيرة من القماش المغموس في
الكيروسين و قطعها قطعا صغيرة و اتجه ناحية معسكر الجولف (أحد معسكرات الإنجليز) و لأنه طفل صغير لم يثر أى شكوك ناحيته .

دخل نبيل الصغير المعسكر من خلال الأسلاك الشائكة و معه قطع القماش التي غمسها في الكيروسين و جعل منها كرات صغيرة و أخذ

يشعلها و يقذفها على خيام الجنود الإنجليز النائمين بالمعسكر و هو يجرى بجسده الصغير كالعصفور الطائر بين الخيام متنقلا من خيمة
لأخرى في سرعة كبيرة ينشر النيران في الخيام و الفزع بين جنود الإحتلال حيث حول معسكرهم إلى ما يشبه الجحيم .

نفدت منه قطع القماش فخلع (جاكيت البيجامة) بسرعة و مزقه و صنع منه كرات أشعل فيها النيران بعد أن غمسها في الكيروسين و قذف

بها الخيام فأحرقها و انتشر الذعر بين الجنود الإنجليز الذين خرجوا من خيامهم مذعورين يبحثون عن الذين حولوا معسكرهم إلى ما يشبه
الجحيم و حين شاهدوا الطفل الصغير نبيل منصور يجرى بين الخيام محاولا الهرب و قد اشتبكت ملابسه بالأسلاك الشائكة أطلقوا عليه وابلا
من الرصاص و أسقطوه شهيدا و قد تحطمت رأسه من شدة و كثرة طلقات الرصاص التي أطلقها عليه الجنود الإنجليز .

في نفس اليوم و قبل استشهاد الفدائي الصغير نبيل منصور السيد فودة استشهد أربعة من الفدائيين و تم دفنهم جميعا و معهم الفتى

الفدائي الصغير نبيل منصور في مقبرة واحدة و كان يوم دفنهم يوما مشهودا في بور سعيد و تم تخليد اسم الطفل الفدائي الشهيد نبيل
منصور بإطلاق اسمه على عدد من المدارس و رياض الأطفال ببورسعيد و قامت وزارة التربية و التعليم بتدريس قصته لطلبة المدارس و
تقديمه لهم كقدوة طيبة في التضحية و الفداء من أجل الوطن لكن للأسف تم حذف هذه القصة من مناهج الوزارة و كأن تدريس قصة هذا
الغلام للطلبة شيئا يجب التخلص منه و كأن التضحية من أجل الوطن ذنبا يجب التخلص منه ، رحم الله الفدائي الصغير نبيل منصور و رحم كل
الشهداء و الفدائيين الأبطال .

المصادر :
كتاب مقدمات ثورة يوليو (عبد الرحمن الرافعي) .
موقع دار الهلال .

اترك رد

آخر الأخبار