الزلابية .. حدوتة سكندرية أصولها يونانية
كتبت : أسماء فكري السعيد علي
الزلابية .. لقمة القاضي .. أو سمها كما شئت
هي واحدة من أحلي وأطعم الحلويات الشرقيه التي يقبل عليها الجميع .. فمن منا لا يعشق طعمها المقرمش الملئ بالعسل أو السكر البودرة أو الشيكولاتة مع ذوبانها في الفم .. من منا لا يعيش معها علي كورنيش الإسكندرية سارحا في جمالها متمتعا بطعمها .. من منا ليس لديه حدوتة مع الزلابية علي البلاج في أيام المصيف الساخنة لتصبح مكافأة تعوض عن حرارة الصيف ..
ولكن ما هي هذه الحلوي اللذيذة التي أخذت عقل المصريين عامة والسكندرانية خاصة مما جعل من زوار الأسكندرية عادة لهم تناول كميات لا بأس بها من تلك الحلوي .. ما هو سر إشتهار تلك المحافظة الساحلية الخلابة عروس البحر الأبيض المتوسط بهذه الزلابية أو لقمة القاضي ..
تبدأ الحكاية من على شاطئ الإسكندرية عندما ظهرت ” الزلابية ” في مصر للمرة الأولى ولكن لم يكن شكلها كما هي بالشكل الحالي الذي نعرفه .. ففي البداية تعلم الإسكندرانية الوصفة من اليونانيين ثم اكتسبوا السائل العسلي من تركيا وصدروها لبغداد وسوريا .. ولذلك نجد أن لها أسماء عدة قد اتخذتها بمناسبة كل بلدة تعد بها .. فلقمة القاضي هي مسماها في بغداد وهي العوامة ببلاد الشام ..
ولهذا أصبح واضحا لنا الآن سبب وجود منصة أو عربة قلي الزلابية على طول شاطئ الإسكندرية وفي شوارعها الداخلية .. ولكن كيف بدأ إعداد الحلوي وما مناسبتها ..
بدأت تلك العادة من شارع البوسطة حيث كان يقع محل يوناني صغير اسمه ” تورنازاكي ” كان مشهورا بإعدادها وكان يتفنن في صنع الزلابية ..
حسنا .. ولكن ما السر وراء القول أن الزلابية كانت سكندرية لمرتين ..
وفقًا لكتاب ” تاريخ المطبخ المصري ” فمع كل هذا الحب والتأصل للزلابية في تاريخنا إلا أننا قد اكتشفنا أنها ليست وجبة مصرية ولا حتي عربية إنما هي في الحقيقة حلوي نقلها أهل الإسكندرية من اليونانيين بسبب قرب العلاقات بين البلدين ثم أخذها عنا العرب وسافرت معهم حتى تركيا وهناك بتركيا أخذت الزلابية أول انغماسة لها في سائل العسل الذي عاد معها إلى الإسكندرية مرة أخرى .. ولذلك قيل أنها سكندرية مرتين المرة الأولي لصنعها والثانية لوضعها بالعسل الذي تعملناه من تركيا ..
من عباءة الزلابية..
وتعد العوامة أو الزلابية أو قل عنها لقمة القاضي هي الوصفة الأم التي خرجت منها الدوناتس ” الحلوى الأمريكية المستديرة الأشهر حول العالم ” فمن المعروف أنه من عباءة الزلابية قد تولد الدوناتس فعندما تدقق في مقاديره وطريقته ستلاحظ شدة القرب في مكونات العجين وطريقة التحضير بينه وبين الزلابية لذا لم يكن غريبًا أن تضاف الشوكولاتة المذابة بلونيها الأسود والأبيض والسكر البودرة إلى قائمة المنكهات الحلوة التي تضاف إلى الزلابية فتعطيها طعما حلوا أسوة بالدوناتس ..
ولكن لم يطلق علي الزلابية لفظ ( لقمة القاضي ) بالطبع وراء هذا الإسم سر .. نعم هناك سر ومعني للإسم يعود بداية للبلد الأصلي لتلك الحلوي حيث أنه لا زالت الزلابية في جزيرة قبرص القريبة من اليونان واحدة من أهم مأكولات الشارع الشعبية التي تزدهر مع حلول فصل الشتاء ولا زالت تلقب باسم ” لوكوماديس ” الذي تجده قريبا جدا لأول اسم لقبت به في التراث العربي وهو ” لقمة القاضي ” .. هذه قصة .. هناك حكاية أخري متوارثة تقول أنها لقبت بتلك الإسم لأنها كانت من الوجبات السريعة جدا التي كان يتم إعدادها للقضاة لتمري عليهم ويسرون بها .. هناك حكاية أخري تقول أنها سميت بذلك لأن من يقوم باعدادها لابد أن يكون كالقاضي عادلا عند تقطيعها لتصبح متوحدة الحجم والشكل ..
وأيا كانت الحواديت والحكايات حول أصل هذه الحلوي وسبب تسميتها ستظل لقمة القاضي أو الزلابية هي حلوي المصريين جميعا من الأسكندرية لأسوان ..