العاصمة

الذكر حياة القلوب…. اسلام محمد

0

اسلام محمد

إننا نعيش في زمان قست فيه القلوب وقلا الخوف من غلام العيوب ونحرف الناس

عن منهج نبيهم تدبر قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا

* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى

النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)[الأحزاب:41-43].

وقال رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: “مثل الذي يذكر ربه

والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت“، وكما جاء في صحيح مسلم: جاء أعرابي

إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتأملوا هذه الوصية، قال: يا رسول الله إن شرائع

الإسلام قد كثرت علي فدلني على عمل أتشبث به؟ فقال له النبي -صلى الله عليه

وسلم-: “لا يزال لسانك رطبا بذكر الله“.

ان الذكر غرس الجنة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ

العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ)). أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ بِإِسنَادٍ صَحِيحٍ.

وأَنَّ العَطَاءَ وَالفَضلَ الذِي رُتِّبَ عَلَى الذِّكرِ

لَمْ يُرَتَّبَ عَلَى غَيرِهِ مِنَ الأَعمَالِ. ”
بل إن دوام ذكر الله تعالى يوجب الأمان

من لسانه الذي هو سبب شقاء العبد في الدنيا والآخرة فَإِنَّ نِسيَانَ الرَّبّ يُوجِبُ

نِسيَانَ نَفسِهِ وَمَصَالِحِهَا. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ

أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].

والذِّكرَ نُورٌ لِلذَّاكِرِين فِي الدُّنيَا، نُورٌ لَهُ فِي قَبرِهِ، وَنُورٌ لَهُ فِي مَعَادِهِ يَسعَى بَينَ يَدَيهِ

عَلَى الصِّرَاطِ.
وَلِأَجلِ ذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ- يُبَالِغُ فِي سُؤالِهِ رَبَّهُ مِنَ النُّورِ حَتَّى سَأَلَهُ –جَلَّ وَعَلَا- أَنْ يَجعَلَ النُّورَ فِي لَحمِهِ

وَعِظَامِهِ, وَعَصَبِهِ وَشَعرِهِ, وَسَمعِهِ وَبَصَرِه, وَمِن فَوقِهِ وَمِن تَحتِهِ, وَعَن يَمِينِهِ وَعَن

شِمَالِهِ, وَمِن خَلفِهِ وَمِن أَمَامِهِ، حَتَّى قَالَ: ((وَاجعَلنِي نُورًا)).

فَسَأَلَ رَبَّهُ تَعَالَى أَنْ يَجعَلَ النُّورَ فِي ذَاتِهِ الظَّاهِرَة وَالبَّاطِنَة، وَأَنْ يَجعَلَهُ مُحِيطًا بِهِ

مِن جِهَاتِهِ، فَدِينُ اللهِ نُور، وَكِتَابُهُ نُور، وَرَسُولُهُ نُور، وَدَارُهُ التِي أَعَدَّهَا لِأَولِيَائِهِ

نُورٌ يَتَلَألَأ، وَاللهُ تَعَالَى نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض، وَمِن أَسمَائِهِ النُّور -سُبحَانَهُ

وَتَعَالَى-.

ومِن فَوائِدِ الذِّكرِ كَمَا ذَكَرَهَا الإِمَامُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ –رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ

العَظِيم ((الوَابِلُ الصَّيِّبُ))-: أَنَّ الذِّكرَ يَجمَعُ المُتَفَرِّقَ وَيُفَرِّقَ المُجتَمِع، وَيُقَرِّبُ البَعِيدَ

وَيُبعِدُ القَرِيبَ، فَيَجمَعُ مَا تَفَرَّقَ عَلَى العَبدِ مِن قَلبِهِ وَإِرَادَتِهِ, وَيُفَرِّقُ مَا اجتَمَعَ عَلَيهِ

مِنَ الهُمُومِ وَالغُمُومِ وَالأَحزَانِ وَالحَسَرَاتِ.
وَيُفَرِّقُ أَيضًا مَا اجتَمَعَ عِندَهُ مِن جُندِ

الشَّيطَان، فَإِنَّ إِبلِيسَ –عَلَيهِ لَعَائِنُ اللَّهِ- لَا يَزَال يَبعَثُ لِلعَبدِ سَرِيَّةً بَعدَ سَرِيَّة, وَالذِّكرُ

يُقَرِّبُ الآخِرَةَ وَيَعَظِّمُهَا فِي قَلبِ الذَّاكِر, وَيُصَغِّرُ الدُّنيَا فِي عَينَيْهِ وَيُبعِدُهَا عَن قَلبِهِ

وَلِسَانِهِ.

وفي القلب قسوة لا يذهبها ولا يذيبها الا ذِكرُ اللهِ –جَلَّ وَعَلَا-.

قَالَ رَجُلٌ لِلحَسَنِ البَصرِيِّ –رَحِمَهُ اللهُ-: يَا أَبَا سَعِيد؛ أَشكُو إِلَيكَ قَسوَةَ قَلبيِ. قَالَ:

((أَذِبهَا بِالذِّكرِ)).

مِن فَضَائلِ وَفَوائدِ الذِّكر-: كَثرَةُ ذِكرِ اللَّهِ –جَلَّ وَعَلَا- أَمَانٌ مِنَ النِّفَاقِ، فَإِنَّ المُنَافِقَ

قَلِيلُو الذِّكرِ للَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَبُّنَا –جَلَّ وَعَلَا- فِي المُنَافِقِينَ: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}

[النساء: 142].

قَالَ كَعبٌ: ((مَن أَكثَرَ ذِكرَ اللَّهِ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ)).

اترك رد

آخر الأخبار