وكان القرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتدمير الحفار قبل وصوله إلي خليج السويس أيا كان
الثمن وبأية وسيلة. وكان لابد من التحرك الفوري لمعرفة الميناء الذي سيتجه إليها الحفار للعثور عليه
وتدميره. وكانت المشكلة أن تدمير الحفار سيثير أزمات سياسية مع أكثر من دولة فالحفار قامت ببنائه
شركة إنجليزية، وتملكه شركة أمريكية، ومؤجر لإسرائيل، وتقوم بسحبه في مياه المحيط قاطرة
هولندية والمفروض أن يتم تدميره في ميناء أفريقي !! أي أن إسرائيل خططت لكي يكون الحفار إنجليزي
أمريكي هولندي إسرائيلي !! ولكن كان القرار قد اتخذ بالفعل وكان لابد من تدمير الحفار أياً كان الثمن
وبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا بتلغيم
الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير ,
فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا
لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.
وفي السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما
يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق
صفارته معلنا مغادرته للميناء و كان هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك.
واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة , بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد
للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و توقف في ( أبيدجان) عاصمة ساحل العاج .
ومرة أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى
أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على
الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء و التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.
وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد
الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة .
فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين
زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد
أمتار من قصر الرئيس العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية ووصول فريق فيلم عماشة في الأدغال لتبرير وجود مصريين هناك