الحداثة فجوة إجتماعية أم تطور فكري حديث ؟

شيرين رضا

الجزء الأول / أثر الحداثة والمعاصرة في مجتمعنا

من المتفق عليه إن لغة الفكر المعاصر تضاربت جزئيا مع عوامل

التقدم الحضاري وجعلت منها شكلا نسبيا يتساوى مع معدلات التدرج الثقافي لكل فئة

وعمل هذا التطور على تشويه المعنى الحقيقي للغة ومعانيها الأدبية والشعرية،

فجعلنا منها نموذجا متصنعا حديث الصنع يتناسب مع تطورنا الحضاري، وتدرج ذلك

مع ظهور ومفهوم الحداثة وما بعد الحداثة
فلم يعد لفظ الحداثة اليوم يحمل المعنى

اللغوي له واصبح يُفسر ما هو واقع في حياتنا من ميولِ فكرية حديثة

قضت على عمق تراثنا الأدبي والفكري .
اصبحت الحداثة تحمل في طياتها معنى

مرجعية فكرية وتاريخية اجتمعت في مفهومها كل سُبل التجديد والتحديث.

إذا أردنا أن نبحث عن مفهوم تلك الكلمة، وعن مدلول التطور الوجودي لها على ا

الانساني والاجتماعي علينا أن نعلم متى وكيف ظهرت الحداثة وما تأثير ذلك

المصطلح، وأثره علينا، أجتماعياً، وأدبياً، وفنياً، واقتصادياً وسياسياً، ودينياً.

لقد انتشر في اوربا شتى المذاهب منذ العصور الوثنية وحتى العهدين اليوناني

والروماني، وقد تزاحمت بكثير من المذاهب والتيارات الفكرية، وعقب الثورات التي قامت على الكنيسة

انتشرت من خلالها تلك التيارات الشاردة باسم حرية الفكر والتحرر من السلطة

ولتفصل بينها وبين الفكر الديني والسياسي والاجتماعي .

فكان لامتداد تلك التيارات الفكرية والأيدولوچية تعقيب مفاجئة في تنظيم ا

المشاعة في تلك الحقبة
قال رولان بارت واصفً الحداثة إنها انفجار معرفي

فكان لها حقاً هذا التأثير
فمتى ما تظهر علامات من التغيرات

الذاتية نعلم حينها بمدى تأثير الحداثة علينا وعلى مجتمعنا.

تاريخ ومفهوم الحداثة/

الحداثة كلمة اشتقت من التحديث وتجديد كل ما هو قديم، فهي نزعة أدبية

اقامت ثورة في مجالات الأدب والفن وغيرهما من المجالات لتخلق عالم جديد ومفهوم متطور، حضاري، شامل

لقد تردد كثيراً من الباحثون على الاتفاق على بداية ظهور الحداثة فشاع ظهورها في عام ١٤٣٦

مع اختراع غوتنبرغ للطابعة المتحركة والبعض أشار ظهورها عقب الثورة

اللوثرية ضد الكنيسة ،وفي القرن التاسع عشر في فرنسا ، كان على اثرها انقلاباً

ظاهراً، ولهذا تم تسجيل اول ظهورً لها على أثر الحركة البوهيمية والتي انتشرت ايضاً في فرنسا

وكانت علامة على الخروج عن نمطية كل ما هو معلوم. فكانت تتفاعل بشكلِ ت

لتتعارض مع النمط التقليدي ومعارضة كل صور الثقافات المعروفة حينها.