بعد فترة قصيرة صارت الغارات على الأسكندية مكثفة متوالية كما أنها أصبحت محكمة وتصيب الأهداف البريطانية الحربية إصابات مباشرة الأمر الذى يدل على أن هناك من يرشد هذه الطائرات المغيرة ويساعدها على إنزال ضرباتها بالبريطانيين وقد غضب هؤلاء لذلك غضبا شديدا خاصة بعد أن زادت خسائرهم من الجنود والمعدات بجانب أنباء إنتصارات الألمان فى أوروبا مما ضاعف من إنزعاجهم وراحوا يفكرون فى سبل للكشف عن هؤلاء الجواسيس أو ذلك الجاسوس الذى يعين الطائرات ويسهل لها مهمتها 000 وعقد إجتماع بين الضباط الإنجليز والضباط المصريين لبحث هذا الموضوع الخطير وكان أن إتهم البريطانيون مصر بأنها وراء هذا الذى يحدث وتصدى لهم ضابط وطنى مصرى مفندا إتهاماتهم 00 قالوا له :
– إن المصريين قد ضاقوا بوجودنا فى بلادهم
– ليس هذا بجديد عليكم منذ وطأت أقدامكم أرضنا ونحن لا نطيق بقاءكم عليها
– إذن أنتم تساعدون الألمان على ضربنا
– أما هذه فأختلف معك فيها
– لماذا
– لأننا لم نستبدلكم بالألمان
– لكن تشرشل يقول أنه مستعد لأن يتحالف مع الشيطان لكى يهزم الألمان
– إذا إرتضى تشرشل لنفسه التحالف مع الشيطان فنحن لا نقبل هذا ولا نقره كما أننا نرفض الفاشية والنازية
– سوف نكشف هذا الجاسوس أو هؤلاء الجواسيس ويومها تتأكدون من صدق ما نقوله
– إننا نرجو لكم التوفيق فى هذه المهمة
– ألا تساعدوننا عليها
– كيف نساعدكم وأنتم تتهمونا بأننا وراء مايحدث
– لكى تبرءوا ساحتكم
– لا حاجة بنا إلى ذلك وإتهاماتكم باطلة
– وماذا إذا ما رجوناكم
– سنحاول بكل ما نستطيع مساعدتكم بشرط
– ليس هذا وقت وضع شروط
– بل لابد منه 00 لابد وأن تغادرونا فور إنتهاء الحرب
– لانريد أن نبقى يوما واحدا إذا ما تحقق لنا النصر
– كم تلقينا من وعود شبيهة بوعدك
– موضوعنا الآن ليس هذا 00 نحن نريد حلا لهذه المشكلة وليس فى يدنا خيط واحد نتبعه
– سخر منه الضابط المصرى قائلا
– تدعون العبقرية 00 من ناحية المساعدة سنكون بجانبكم وفى صوت ضارع قال الضابط الإنجليزى : نرجوكم
وإستمر الإجتماع وقتا طويلا وتكرر 0
وكان مستر كين ضابط المخابرات البريطانية فى مصر غاضبا أشد الغضب لهذا الذى يحدث وقد إتهمته حكومته بالفشل ورأت أنه غير قادر على أن يتحمل مسئوليات منصبه وأنذرته بالإبعاد إذا هو لم يجد حلا لهذه المشكلة وإذا هولم يقبض على الجاسوس أو الجواسيس الذين ينقلون إلى الألمان المواقع الهامة التى تضربها الطائرات بقنابلها وكان الرجل فى حيرة شديدة لا يعرف كيف يضع يده على أعوان ألمانيا فى مدينة كبير كالأسكندرية وليس بحوزته حتى خيط واحد يتبعه ليعرفهم وما من سبيل لكى يكتشفهم لذلك ذهب إلى الضابط المصرى ( كمال صبرى ) ليقول له :
ماذا أفعل
لا تنزعج سوف تجد وسيلة للكشف عن الجواسيس
ذلك من رابع المستحيلات 00 كما تقولون فى لغتكم العربية
علينا أن نفكر قليلا
فكرت ليلا ونهارا ولا أمل
مما لاشك فيه أن هناك من يبعث إليهم بإشارات تهديهم إلى تلك المواقع
كيف ونحن نغيرها بشكل مستمر
أحدهم ينقل إليهم الأماكن الجديدة
هل يمكننا إلى أن نتوصل إليه
نعم
أرجوك قل لى كيف
يجب أن تغير طائرات مصرية على الأسكندرية
وصرخ ضابط المخابرات البريطانية
ما هذا الذى تقوله هل جننت
أرى أن هذه هى الطريقة الوحيدة
طائرات مصرية تضرب الأسكندرية بقنابلها
من قال هذا ؟ هل يمكن أن أقترح أن تضرب طائراتنا مدينتنا ؟
أنت قلت شيئا من هذا
أنا قلت نغير فقط عليها أن تحلق فى ساعة متأخرة من الليل ونطلق صفارات الإنذار
وما جدوى هذا وفيما يفيدنا ؟
سوف تحلق طائراتنا على أنها طائرات ألمانية وسوف نتلقى الإشارات من هذا الجاسوس
وفتح الضابط البريطانى فمه فى دهشة وذهول وبقى صامتا لفترة طالت ثم صاح كيف جاءتك مثل هذه الفكرة العبقرية 00 كيف ؟
عندى شيء ليس متوفر إليك
ما هو ؟
نسميه ( المخ )
وإنفجر الضابط البريطانى ضاحكا 00 قال له الضابط المصرى