إلى أي مدى يمكننا أن نعتبر الكفاءة أساسا مهما في إختيار الزوجين وفى إقامة حياة زوجية ناجحة وهل لذلك مستند يعتد به؟
التكافؤ من العوامل الأساسية المعتبرة في إنجاح الحياة الزوجية والمقصود بالتكافؤ هنا ليس التطابق ولكن مجرد التقارب وعدم وجود ما يسبب الضرر في الزواج ويكون التقارب في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا كما يكون التقارب كذلك في العادات والتقاليد.
هل لأفتقاد الكفاءة بين الزوجين أثر ظاهر في المشكلات الزوجية ؟
نعم الإحساس بعدم التكافؤ حينما يتملك أحد الزوجين وبالذات الزوج ويحدث ما يؤيده من تصرفات أو تلميحات أو حتى نظرات فإن هذا نذير بوجود أزمة وسيتحول إلي ردود نفسية تترجم عمليا في سلوكيات ربما تصل للسخرية والاستهزاء بالطرف الأخر أو قد تصل إلي حد الانتقام للكرامة والكبرياء وقد تكون في كثير من الأحيان أمور غير مقصودة أو أحداث تافهة لا تستحق أن تشغل مساحة من النقاش ولكن مع الإحساس بعدم التكافؤ والنقص تتفجر وتسبب صدامات ومشاكل لا حصر لها تستجلب الكثير من التبريرات وأستحضار كل وسائل الدفاع التي في كثير من الأحيان تفشل في إعادة الوئام والاستقرار والود بينهم الذى تعكر وإن نجحت ما تلبث أن تنهار مرة أخري بعد فترة وجيزة بسبب أحساس عدم التكافؤ الذى يلازم أحدهم
فلننظر معا ما هى أنواع الكفاءة والتوافق بين الزوجين؟
أنواع التوافق الزوجي:
التوافق النفسي
التوافق الأخلاقي
التوافق العمري
التوافق الصحي
التوافق «الاجتماعي و المالي والفكري»
لابد من وجود تكافؤ بين الطرفين من حيث المستوى التعليمي والأقتصادي والاجتماعي فقد حثّ الإسلام على ضرورة أن تعيش الفتاة عندما تتزوج في نفس المستوى الذي كانت تعيشه في بيت والدها
وقال الفقهاء: إذا كانت المرأة لا تخدم في بيت أهلها فلابد للزوج أن يكفل لها خادمة ومن الأهمية أيضًا وجود تكافؤ ديني بأعتبار الدين أهم أسس السعادة الزوجية
وأيضآ لابد من وجود التكافؤ العقلي والنفسي والثقافي لأنه هو الذي يساعد على نجاح الحياة الزوجية إذا وجد التكافؤ العقلي والديني بين الطرفين وجدت الحياة الزوجية السعيدة والناجحة.
إن الدين الإسلامي لم يحثّ على ضرورة التكافؤ المادي والإجتماعي بل شدّد على ضرورة التكافؤ الديني وأختيار أصحاب الدين حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” ولذا فإن من أهم معايير إختيار شريك الحياة هو الدين والتكافؤ الديني بين الزوجين أما عن تمسّك الآباء بضرورة وجود التكافؤ الاقتصادي والإجتماعي فلم ينص الدين الإسلامي
أن التكافؤ مطلوب بين الزوجين لكن ليس التكافؤ المطلق و فهناك أشياء مشروط فيها التكافؤ مثل الدين والثقافة والعمل وكلها أسس مطلوبة كما لابد للزواج أن يقوم على التقارب الفكري والتعليمي والثقافي بين الزوجين إلا أنه ليس من الضروري أن يكون متوفرًا في المستوى الأقتصادي والمادى إن التكافؤ التعليمي والثقافي أهم بكثير من التكافؤ الإجتماعي لأن أختلاف لغة الحوار والثقافة بين الزوجين يؤثر تأثيرًا سلبيًا في الأسرة ويؤدي إلى تفككها ويؤثر في الأطفال وفي التنشئة الأجتماعية لهم بل قد يدمرهم نفسيًا ويخلق العديد من المشكلات داخل الأسرة
فيما يرى أخرون إن التدين هو المعيار الأساسي والأهم لأختيار شريك الحياة لأن الشخص الذي يعرف الله يراعي القيم والأخلاقيات معتبرًا أن تمسّك الآباء بفكرة التكافؤ الاجتماعي من حيث المستوى الاقتصادي والمادي بات أمرًا غير واقعي في عصر الإنترنت فالآباء لابد أن يقتصر دورهم على المشورة فقط دون الأختيار والتشبث بالرأي في إختيار شريك الحياة لأبنائهم لأن الذي يتزوج هو الشاب والفتاة وليس الآباء
فالفروق الأجتماعية بين الزوجين من ناحية التخصص العملي والمستوى الاقتصادي أو الحي السكني من الأمور الجانبية التي يمكن التغاضي والتخلي عنها أو إصلاحها وتعديلها مؤكدًا أنه إذا وجد التكافؤ العقلي والديني بين الطرفين وجدت الحياة الزوجية السعيدة والناجحة.
بالنهاية نقول أن الكفاءة بين الزوجين في الإسلام أن يكون الزوجان متساويين أو متقاربين في مستواهما الديني والعلمي والخلقي والاجتماعي لأنه كلما كان هناك تقارب في الصفات العقلية والاجتماعية بين الزوجين كانت الحياة الزوجية بينهما أقرب إلى النجاح وإلى حسن التفاهم وإلى دوام الألفة والانسجام
كما أن جميع المذاهب الفقهية تؤكد مسألة التكافؤ في الدين النسب والمستوى الاجتماعي كما أكدت أن كفاءة المال أمر ضروري لأن تقارب الطرفين في الغنى واليسر يسهّل عملية الألفة بينهما والتوافق وبالتالى زواجآ ناجحآ سعيدآ بإذن الله.