العاصمة

الإسلام عقيدة المستقبل

0
إيمان العادلى
– في القرن الثامن عشر تم إعلان عصر العقل ومشروع الحداثة وبدأنا ننتقل من عصر الدين إلى
عصر الإيدلوچيا
– تعتبر الماركسية أول إيديولوچية حديثة في
نموذجها الأساسي واعتبرت ديانة تحاول السيطرة على اتباعها بالتزام أدبي وأصبح البيان الشيوعي
ورأس المال كتاب الديانة الماركسية المقدس وتحول ماركس وأنجلز ولينين وستالين إلى
حوارييها ونصب الحزب الشيوعي نفسه كنيسة لا تخطئ وأعضاء المكتب كهنتها واستبدلت الجنة
بحلم بمستقبل بلا طبقية يحصل الجميع على احتياجاتهم ويتحول العمل إلى متعة
– في ايطاليا والمانيا واسبانيا والبرتغال واليونان تم توضيب الرؤية الاشتراكية مع إضافة جرعة
شوفينية عنصرية وتحول كتاب كفاحي إلى كتاب ألمانيا المقدس وهتلر المخلص الذي سيقودها
لمستقبل زاهر وأصبح الحزب النازي كما الكنيسة يحدد ما هو حق وما هو باطل
– تطورت الليبرالية الغربية كرد فعل على الماركسية والفاشية ونادت بالمحو التام للدين من
الحياة العامة
– في العالم العربي تم تجربة كل هذه الإيدلوچيات وفشلت فشلًا ذريعًا
– وهكذا يمكن تسمية القرن العشرين قرن الإيدلوچيات وكان العنصر المشترك بين هذه
الإيدلوچيات أنها كلها مادية دنيوية في نظرتها دون أي ذرة روحانية يمكن أن تجيب عن أسئلة
البشر الثلاثة : من أين ؟ لماذا ؟ إلى أين ؟
– خلال وبعد عصر التنوير أعتقد مفكرون مثل : كانت وكومتي وهيجل أن الإنسان إذا تحرر من
الديانة فإن العقلانية وحدها كفيلة بضمان عالم مزدهر ومسالم وإنساني
– لكن العقلانية ومشروح الحداثة فشلا فشلًا ذريعًا في ترويض الغرائز بالعقل وحده وبدلًا من جنة
العقل نشبت حربين عالميتين مدمرتين
– الآن بات من الواضح أن الدين فقط هو الذي يقنع الناس بتهذيب غرائزهم ونفوسهم ويساعدهم
على النجاح في ذلك
– أدرك مفكرون غربيون منذ جيل مضى أن الغرب سيدمر نفسه لو لم يعد إلى الله حتى أن أحد علماء
الاجتماع نادى بالعودة الى اعتناق أي ديانة بل لو اضطر الغرب لاختراع ديانة لانعاش الفضيلة
واسترداد القيم والمبادئ حتى يمكن للرأسمالية أن تستمر فما من حضارة بشرية استطاعت البقاء
دون روحانية
المصدر
مراد هوفمان في كتابه نظام الحكم الإسلامي في العصر الحديث

اترك رد

آخر الأخبار