الأمانة رعية
بقلم الشاعرة / هنا السباعي
حينما رفعنا ايدينا عن رعايانا…
حينما تنازل الآباء والامهات …عن الحق الفعلي في تربية ابنائهم..
تركوها لمن…؟
لقنوات معدومة الهوية ..لشاشات الدش والمسلسلات ..للغزو الفكري وغزو الهوية ..وغزو الثقافة ..وحتي غزو المشاعر..!
تركوها لشاشات الفيس بوك الذي اصبح هو سلطان الفكر للعصر الحديث…
ام تركوا أبنائنا لتربية الدروس الخصوصية …
والتي تبث سم غير مباشر ..الي ضمير اطفالنا …سموم تقول ان المادة هي المتحكم الاول في مصائر كل شئ..
مستقبلا واستمرارا….
لابد وان ننتبهة ..لابد ان نحظر ..
القادم يا سادة ليس طالب فاشل او متفوق …
القادم جيل ..سوف ينشأ جيل…
ستكون المسؤلية من …؟
اذكر انه بالامس كانت صناعة الجيل …ليست قاصرة فقط ..علي الوالدين..وانما كنت اتلقي دروس البر بالوالدين من اساتذة مادة الدين الاسلامي والمسيحي ..كنا نتعلم ان الدين المعاملة …
واساتذة التربية الرياضية هم من منحونا معني الطاقات الايجابية ..وان العقل السليم في الجسم السليم ..فتزودنا بالصحة المعنوية حينما علمونا معني الروح الرياضية .
كانت لم تكن التربية قاصرة للفتاة علي امها فقط ..
وانما كنا نتلقن من الجدة والعمة والخالة …وحتي الجارات دروسا ومفاهيم …بشكل غير مباشر …
وكان للآباء والاعمام والاخوال أثر واضح في تنشأة الاولاد ..حيث كان لصحبة الصلاة في المسجد فضل كبير
علي نفوس واخلاق ابنائنا …
كانت اجيال مدعومة …بدبس العقول والنفوس الزاخمة بالعطاء
والطاقة البنائة …
بلا مقابل …ولا نافعية ..وكان لديهم من الوقت والطاقات متسعا..وفائض روحاني ..يمنح البركة في كل شئ ..
اتعلمون ماذا تسمي هذة البركة
التي امرنا بها اللة سبحانه وتعالي …
تسمي صلة الرحم ..لمن هم يحملون اسمائنا وانسابنا وحتي من نمنحهم يوما عشرة ولقاء من نفوس طيبة ..
اشعر بالغربة ..والاسي تجاة ذلك الجيل المحروم
نعم انه قد حرم ان يحيا ويتنفس معني الالفة الانسانية ..
افتقر للبركة..والانتماء الفعلي لقيمة الاحتواء علي مستوي اسرة ..ومجتمع ..
اشعر بالغربة وكأنما …استيقظت انا وقرناء جيلي
علي مجتمع آخر..
حتي الاماكن لم تمنحنا عبق الانفاس النقية كالتي من قبل …
الي اين ذاهبون والي اين سنستقر…
ومن القائم والمسؤل…؟
وحينما نود ان نلقي اللوم ..علي من المحمل ؟
وعلي من العهدة….؟
قال صلي اللة علية وسلم .
.اذا ضاعت الامانة فانتظر الساعة…
