العاصمة

الأدب النبوي

0

اسلام محمد

قال وزير الأوقاف على صفحته الشخصية عندما نتأمل في حديث القرآن الكريم عن

سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نجد أنه حديث إكرام خاص , فبينما نادى رب العزة

(سبحانه وتعالى) سائر الأنبياء بأسمائهم : ” يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ” (البقرة : 35) ,

“يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ” (هود : 48) , “يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا” (الصافات :

104- 105) , ” يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ” (طه : 11-

12) , ” يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى” (مريم :7) , “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ”

(مريم : 12) , “يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ” (المائدة : 110) , خاطب نبينا (صلى الله عليه وسلم) خطابًا مقرونًا

بشرف الرسالة أو النبوة, أو صفة إكرام وتفضل وملاطفة , فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا

الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ” (المائدة : 67) , ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا

وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا” (الأحزاب :45) .
وإذا كان حديث رب العالمين مع نبينا (صلى الله عليه وسلم)

كذلك فإن ذلك يقتضي منا أن نكون في أعلى درجات الأدب , وكيف لا ؟! ولا يكتمل إيمان

المرء إلا بحبه ( صلى الله عليه وسلم ) عند من عدّ ذلك من شروط كمال الإيمان ، ولا يصح إلا

به عند من عده من شروط صحة الإيمان ، وهو ما يترجح عندنا ، إذ كيف نسلم بصحة الإيمان

لشخص لا يحب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .
والأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي عدم ذكر اسمه ( صلى الله عليه وسلم ) مجردًا عما يليق

به من الوصف بالنبوة أو الرسالة أو الصلاة والسلام عليه ، سواء عند ذكره (صلى الله عليه وسلم )

أو سماع اسمه ( عليه الصلاة والسلام ) أو كتابة اسمه المبارك (صلى الله عليه وسلم )

بالغًا ما بلغ عدد مرات الكتابة أو الذكر ، فذلك من أخص علامات حب سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

ويحذرنا الحق سبحانه أن نجعل من دعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) كدعاء بعضنا

لبعض يقول جل شأنه : ” لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ” (النور: 63) , ويحذر المؤمنين من رفع الصوت في

حضرته ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد سمع الإمام مالك بن أنس (رحمه الله) رجلا يرفع صوته في مسجد سيدنا رسول الله (صلى الله

عليه وسلم) فقال : يا هذا الزم الأدب في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فإن الله (عز وجل) قد مدح أقوامًا فقال : ” إِنَّ

الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ

وَأَجْرٌ عَظِيمٌ” (الحجرات : 3) , وذم أقوامًا فقال : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ

بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ” (الحجرات : 2) , وإن حرمة رسول الله ميتا كحرمته حيًّا .

اترك رد

آخر الأخبار