اسحق فرنسيس يكتب تفاصيل معركة يوم الحساب التى بدأت بقصف حيفا وأشعلت جنوب لبنان
تبادلت إسرائيل و”حزب الله” إطلاق النار الكثيف، الأحد، إذ نفذت طائرات حربية إسرائيلية، أعنف قصف منذ ما يقرب من عام من الحرب عبر جنوب لبنان، في حين أعلنت الجماعة اللبنانية، مسؤوليتها عن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفاً، السبت، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ التابعة لـ”حزب الله”، وتوعد بـ”ضربات مستمرة أكثر حدة”. وساهم هذا التصعيد العسكري المباشر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والذي جاء بعد “هجمات البيجر” الإلكترونية التي طالت أعضاء “حزب الله” في كافة أنحاء لبنان، في تزايد مخاوف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إزاء خطر اندلاع حرب شاملة، لكنها تأمل في استخدام الضغط العسكري الإسرائيلي المتزايد على “حزب الله” للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح بإعادة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس”. تأتي تلك التطوّرات وسط تصعيد متبادل بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، بعد الرد الأولي للجماعة اللبنانية على انفجارات أجهزة اتصالات أسقطت عشرات الضحايا وآلاف الجرحى قبل أيام، وغارة جوية إسرائيلية على بيروت استهدفت قادة في “حزب الله”، الجمعة، أودت بحياة 45 شخصاً على الأقل. وقالت الجماعة اللبنانية، إن القياديين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي من بين 16 من أعضائها سقطوا ضحايا في الضربة التي تعد الأعنف خلال ما يقرب من عام من الصراع مع إسرائيل. وأشار موقع “أكسيوس” الأميركي، السبت، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان عن سبل لفصل “حزب الله” عن حركة “حماس” الفلسطينية، فعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، التي بذلتها إدارة بايدن على مدى الشهور الماضية، فإن “حزب الله” لم يوافق على أي اتفاق لوقف القتال الحالي مع إسرائيل قبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. وتزايدت المخاوف بشأن تصعيد يصل إلى “حرب شاملة”، بعدما زعم الجيش الإسرائيلي أن “حزب الله” يستعد لـ”ردٍ وشيك” على سلسلة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان. إسرائيل تعلن الطوارئ وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، إن وزير الدفاع يوآف جالانت، وقَع على أمر يحدد جميع المناطق من حيفا إلى الحدود مع لبنان “في حالة الطوارئ” تحسباً لهجمات محتملة من قبل “حزب الله”. من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن هناك “خطراً حقيقياً وشديداً” من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، وإن الولايات المتحدة تعمل على منع حدوث ذلك. من المتوقع أن يصل آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي بايدن إسرائيل، الاثنين المقبل، في محاولة لتجنب المزيد من التصعيد بين تل أبيب وجماعة “حزب الله” اللبنانية. كما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، السبت، إلغاء رحلته إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التطورات المرتبطة بالغارات الإسرائيلية على لبنان. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن الهجمات المتزايدة الأخيرة ضد “حزب الله”، لا تهدف إلى بدء الحرب، ولكنها محاولة للوصول إلى “خفض التصعيد من خلال التصعيد”. وأشار المسؤولون، إلى أن إسرائيل تعتقد أن ممارسة المزيد من الضغوط على “حزب الله”، ربما تدفعه إلى الموافقة على اتفاق دبلوماسي، لإعادة السكان إلى شمال إسرائيل وجنوب لبنان بغض النظر عن نتائج المفاوضات المتعثرة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة. “مقامرة” إسرائيلية وقال مسؤولون أميركيون لـ”أكسيوس”، إنهم يتفهمون المنطق الإسرائيلي ويتفقون معه، لكنهم يؤكدون أن ما يجري يمثل “مقامرة صعبة للغاية” يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة، وتؤدي إلى حرب شاملة. وأشار الموقع، إلى أن سوليفان ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومستشاري بايدن بريت ماكجورك، وآموس هوكستين، أجروا عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين، يومي الجمعة والسبت. شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، زاعماً أن أن هذه الغارة قتلت القيادي البارز في “حزب الله” إبراهيم عقيل. وقال أحد المسؤولين الأميركيين للموقع: “كانت إحدى الرسائل الرئيسية هي أننا نريد إبقاء الطريق مفتوحاً للتوصل إلى حل دبلوماسي، وبالتالي فإننا لا نريد أن يتخذ الإسرائيليون خطوات ربما تؤدي إلى إغلاق مثل هذا الطريق
“.