بلغ نشاط الجماعات الإرهابية درجة كبيرة من التنوع والانتشار
على المستوى الحركي والفكري والتنظيمي، حيث استطاعت ضم
أعداد كبيرة وتحولت إلى كيانات أشبه بالدول تتوفر بها القيادة
والتنظيم والتمويل والشبكات الإعلامية مستخدمة في ذلك عدد
من الاستراتيجيات كمحرك مثل : (4)
1) توظيف النفوذ القبلي: سعت الجماعات الإرهابية المتمركزة في
دول أفريقيا إلى استخدام العنصر القبلي لصالح أهدافها من أجل
تحقيق مساحات للتحرك خاصة مع القبائل التي تسيطر على
منافذ التهريب والموارد الطبيعية لتوفير مساحات للتحرك تساعد
على انتشارها وأيضا مزيد من الدعم المالي.
2) تعزيز العلاقات مع جماعات الجريمة المنظمة: يمثل التعاون مع
جماعات الجريمة المنظمة أبرز سمات الظاهرة الإرهابية في
أفريقيا؛ حيث سعت الجماعات الإرهابية في أفريقيا إلى تكوين
وتقوية علاقاتها مع جماعات الجريمة المنظمة مثل الجماعات
النشطة في جرائم الإتجار بالبشر، والمخدرات، وتهريب السلاح،
لأجل تحقيق الضمان المالي اللازم لعملياتها مثل الطّوارق في مالي، والروابط بين حركة “بوكو حرام” وقبائل “الهوسا”.
3) التدخل الدولي: تسبب تدويل بعض الأزمات الأفريقية إلى سوء الأوضاع في بعض الدول مما خلق بيئة خصبة لنمو الخلايا الإرهابية مثل في ليبيا، بعد سقوط نظام القذافي وتدخل حلف الناتو تحولت إلى سوق لتجارة للسلاح وتنامت الخلايا الإرهابية العابرة للحدود حيث امتد أثرها إلى تشاد والنيجر.
4) توفير إمدادات بشريّة: في الآونة الأخيرة أصبحت أفريقيا مصدر رئيسي للقوة البشرية حيث تزايد عدد المقاتلين إلى جانب داعش من دول أفريقيا، وبذلك شكلت أفريقيا وجهة أساسية للتنظيم للحصول على العدد اللازم من خلال عمليات الإتجار بالبشر.
وتأتي مصادر التمويل من المنابع الرئيسية التالية: (5)
أولا: الإتجار بالبشر أو الهجرة غير الشرعية التي قدرت عائداتها السنوية بمليار دولار أميركي، تستولي تلك الجماعات على 50-70% منها .
ثانيا: تهريب المخدرات القادمة من دول أميركا اللاتينية إلى أوروبا، حيث يمر 10% من الكوكايين المهرب إلى أوروبا عبر هذه المنطقة، وتدر متوسطً يقدر بمليار و328 مليون دولار أميركي سنويا يذهب منها 14% إلى التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على ممرات التهريب بالمنطقة.
ثالثا: اختطاف رهائن غربيين والمطالبة بدفع فدية للإفراج عنهم، وقدرت عائدات اختطاف الرهائن بـ50 مليون دولار في السنة.
بالإضافة إلى سرقة النفط وعلى الرغم من أن العديد من البلدان في غرب أفريقيا تنتج النفط وتصدره، فإن سرقة النفط تبدو إلى حد كبير، مقتصرة على نيجيريا حيث توجد بوكو حرام